وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

التي بلغتها أطوار الأديان على امتداد الزمان، وحفر في الوجدان البشري صورةً من التنزيه لإله سميع بغير أُذن، بصير بغير عين، باطش بغير يد، مبدع بغير أداة، مالك بغير شريك، واحد بغير شبيه، ليس كمثله شيء حين تذكر له جلائل الصفات. وإرث إيماني ثريّ، من أُمٍّ هي أطهر النساء، آتاها الله حسّاً دينياً مرهفاً، قبست بعضه من أبيها «خُوَيْلد» الذي عرفته الدنيا في إحدى تردّياتها الدينية، رجلاً قويّ الشكيمة في تديّنه، لا يداري في معتقده ظروف زمانه، ولا يترخّص فيه، بل نراه يقف وحده، وليس معه سوى يقينه، في وجه «تبّع» الآخر حين سوّلت نفسه له انتزاع الحجر الأسود من بيت الله، واحتماله بعيداً عن مكانه المقدّس إلى اليمن في الجنوب. عندئذ نازعه خويلد، ولم يخش على نفسه منه سطوة الصولة، وغشم السلطان. بقوة يقينه تصدّى له تصدّي الجبل الأشمّ للأعصار، غيرةً منه على هذا المنسك من مناسك دينه أن تُنتهك حرمته ويُستباح. فهل راعه من العاهل جبروت؟ بل روِّع تبّع أعظم ترويع. ذكروا: أنّه رأى في منامه ما قوّض عزمه، فاندكّت رغبته، وانهدت نزعته، وأصبح وهو يبارح موقعه، وقد خلّف المنسك المقدّس حيث كان[1576]. إرث إيماني من أبي الزهراء للزهراء. وإرث إيماني من أُمّ الزهراء للزهراء. وإذا اقترن هذا بذاك، فقد بلغت فاطمة بهذا الاقتران أصالة مدى متّصل الأثار فيما ورثته هي، وفيما تورثه من بعدها من أعقاب[1577]. وما أخلده من ميراث! * * *