وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فلقد خرجت من التحديد إلى التجريد، وخلعت المادّية لتكنى الرمزية. ما هي بقطعة أرض أو تركة ... بل فكرة. ما هي بإرث بل تراث ... والإرث حصيلة ملكية فردية، تؤول إلى فرد أو أفراد، أمّا التراث فهو مجموعة الآراء والعادات الحضارية المنتقلة جيلاً عن جيل. الآن تمثّل فدك «الإمرة» ... تجسّم الشكل المعنوي للخلافة، وأُلحق فيها لمن ينبغي أن يكون، لكأنّها ترمز إلى «الوصية». وعندما استطار الجدل، وامتدّت بفاطمة الأيام بعض امتداد، والقوم لا يزالون ينكرون عليها نحلة الرسول، بدا من أحاديثها كأنّما نكرانهم ليس في أصله شُحّاً بأرض، بقدر ما هو إهدار لحقّ زوجها في «ولاية الأمر». نسمعها تتناول ما حُرِمَتْه من فيء أبيها، فلا نكاد حتّى نجدها تعوج بموقف القوم يوم السقيفة إذ غمطوا علياً حقّه في الخلافة، فحبسوا بيعتهم عنه وهم أعلم بمقامه، وأولى بالانتصاف له لولا أُمور في نفوسهم مالت بهم عن جادّة الطريق. تخطب الناس مرّةً، فتذكّرهم أن هداهم الله بأبيها رسول الله إلى الدين القيّم، فطهّرهم بالإيمان من الشرك، ونزّههم بالصلاة من الكبر، ثم لا تزال تعدِّد آلاءه عليهم سبحانه، حتّى تبلغ الذي أغفلوه فتلفتهم إليه. تقول: « ... وجعل طاعتنا نظاماً ... وإمامتنا أماناً من الفرقة ...». وتحدّثهم عن سوء ما كانوا عليه عند البعثة لولا أن جاهد النبي، وجاهد عليّ ... فيكون من بعض ما ورد في حديثها الجليل: « ... وكنتم على شفا حفرة من النار ... أذلّةً خاسئين، تخافون أن يتخطّفكم الناس ... فأنقذكم الله بأبي، بعد أن مُني ببُهَم الرجال، وذُؤْبان العرب، ومَرَدَة أهل الكتاب، كلّما فغرت فاغرةٌ ن المشركين قذف «أخاه» في لهواتها، فلا ينكفئ حتّى يطأ صماخها بأخمصه، ويخمد لهبها بسيفه ...».