وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وعندئذ يصلّي على حمزة ... ويودعه مقرّه الأخير. * * * وبقيت الزهراء في شغل شاغل بالنبي الجريح، فضلاً عن شغلها بالأب الحزين، كما كانت وهي بمكّة إبّان طفولتها صباها المبكّر، تمسح عنه ما يلقيه عليه أعداؤه من أوضار[1191]، أخذت اليوم تمسح عنه نزوز[1192] الجروح. لكنّ جروحه ظلّت تنفث قطرات حمراء، فما جفّ على جفون الجراحات دم، ولا غاض فيها دمعها العندمي الصبيب. حتّى إذا أقبل عليها زوجها من ساحة الموت، وعرقه يدفق من جبينه، ونقع القتال يغشيه، وحسامه «ذو الفقار» في يمينه قد ارتوى من دماء أعدائه، أسرعت تهيب به أن يجيئها بماء لتغسل به عن وجه الرسول آثار قذائف الحجارة، وضربات السيوف، فانفلت عليّ مسرعاً يأتمر بما تقول. فأيّ خشية تلك التي انتابتها على أبيها الحبيب وهو بين يديها مهيض[1193]، وقد نهكته سورة القتال، وراحت جروحه تبكي دماً تفتّحت مسابله[1194]، وتفجّر معينه كينبوع! أيّ حزن وأسىً! وأيّ ألم ووجيعة كانت تقاسي في تلك اللحظات التي طالت عليها كالدهر! أيّ هلع، وأيّ جزع! إنّها لتحسّ كأنّما قد سرت فيها رعدة زمهرير[1195] فصلت كيانها كلّه عن حرارة الحياة. فهل كانت تخاف