وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

من وهن وإرهاق، وعلى شدّة ما يلابس الولادة دائماً من أوجاع، فلقد تبدّت لهنّ على خلاف غيرها من «الوالدات» ... بلا آلام مرّت بها ساعات المخاض بسلام[1163]! رعاها الله ... انسلخت منها الحياة الجديدة كانسلاخ قشرة عن رطبة ناضجة، أو كما يُخلع دثار عن شعار. واستقبلت وليدها بفرحة ملء الأرض والسماوات، وضاعف فرحتها أن رأت في وجهه محيّا الرسول ... إنّه «محمد» صغير! ألا ما أدقّ التصوير! فسبحان المبدع! سبحان البارئ الذي يقول فيكون ما يقول! ينشئ من عدم، يسوّي بغير يد، يصوّر بدون ريشة، يبدع بلا أداة ... «كن» هي وحدها التي تنشئ وتسوّي، وتصوّر وتبدع، وتنفخ في «الطين الإنساني» نسمة الحياة! * * * واختلفت على الوليد الأسماء. أفهو «حرب»؟ همّ أبوه أن يدعوه كذاك، تأنّساً بمعاني القوة، وبسطة الأيد، وشدّة البأس التي تنطوي عليها لقاءات الوغى، كأنّما ودّ لو أنّه شبّ على شاكلته صوّالاً جوّالاً، يصارع الموت في ميادينه، لتعنوله جبهة الحياة. أم هو «حيدرة»؟ إذن لعاش في إهاب اسم أبيه الذي أطلقه عليه «أبو طالب» منذ بضعة وعشرين عاماً، وكاد يصبح عليه علماً لولا أن اختار له محمد حينذاك اسم «علي» تنبّؤاً بعلوّ الشأن، والرفعة على مقادير الأقران.