وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

لأنّ قلبه كان يميل إلى إحداهنّ بالإيثار العاطفي، ولا حرج عليه من هذا الإيثار. وهل كان يملك أن يكبح عنها جمحات عاطفته، أويردّ مثل هذه الجمحات الأُخريات فيوزّعها بينهنّ جميعاً بالقسطاس، قدراً كقدر، ونصيباً كنصيب؟ لا ! فهذا هو المحال. وما كان أصدقه عليه الصلاة والسلام لفطرته البشرية إذ قال: «اللّهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك!»[1004]. فأنَّى إذاً لزينب أن تصرف قلبها إلى ما يرتجيه زوجها منها ويشتهيه! إنّما كانت علاقتها بزيد نابعة من داخلها، كانت وليدة شعور ليس لها بتغييره يدان، وعندما يتحدّث الشعور تخرس العقول! * * * نعم كان محالاً علهيا أن تشعر إلاَّ بما تشعر، أو تغيّر ما لا يتغيّر. كانت تكره ... ثم أصبحت تبغض ... ثم غدت تمقت ... ثم أمست وليس له عندها ـ مع إدلالها عليه بشرف المنبت، وتباهيها بكرم الأصل ـ سوى الازدراء. وعندما يسقط عن المرأة احترامها لرجلها، فذاك هو الداء العضال العياء، الذي يمتنع عن أيّ دواء، ولا يُرجى له شفاء. وكما كانت من خلال نظرتها العاطفية المعتمة تعيش في كنفه العذاب، فلقد كانت أيضاً من خلال نظرتها الاجتماعية المستعلية تعيش جريحة الكبرياء. كانت تتقلّب على العار! فهي ذات شرف باذخ، ومجد أصيل، وعزٍّ أثيل[1005] ... كريمة من كرام.