وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ووجدوه أخيراً يسقي نخلاً لأحد الأنصار، كان في مرقعة[951] مقطوعة الأكمام، قصيرة الذيل، لا تكاد تنسدل على ركبتيه، قد شدّها حول وسطه بحبل من ليف. وكان مكدود الملامح، بادي الإعياء، يتصبّب عرقاً من فرط الجهد وشدّة الحرّ الذي نشرته الشمس من خلال شعاع يتلهّب كأنّه أسلاك محماة. ودعوه، فلبّى النداء، وكاشفوه بما جاءوا فيه[952]: يا علي، إنّ أهل الشرف والقدم في الإسلام قد قدموا على رسول الله ليخطبوا بضعته فاطمة، ولكنّه ردّهم، فلو عرضت نفسك! ومدّوا إليه الأسماع. وردّد نظراته على وجوههم هنيهة وقد استغرقه التفكير، إنّهم يتحدّثون إليه بسرّه، يترجمون عن وطره[953]، يمسّون الوتر الذي طالما ترنّم في قلبه بأحلامه، وتراءت له خيالاته حين يقظته ومنامه. ففي عالمه النفسي ـ كما في عالمه الحسّي ـ كانت فاطمة دائماً معه، كان يشعر أنّ ما يربطهما ليس مجرّد قرابة وأُرومة، وأصل أثيل، ليس كما بين فرعين من دوحة[954] كريمة، زكيّة الثمر، فينانة[955] الظلال. كلاّ، ليست الصلة بينهما «إنسية»، بل هي «فوق إنسية»[956]! قدسية!