وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتمهّل ينتظر ... وكان يمني النفس بكلمة رضا حسب أنّها معلّقة بشفتي الرسول، أوبنظرة قبول. لكنّ الجواب الذي تلقّاه: «يا أبا بكر! أنتظر بها القضاء»[939]. فماذا عسى قد حدا بمحمد إلى اتّخاذ هذا الموقف من صاحب الغار؟ * * * ثم تمّ التطابق بين التوأم وتوأمه، في العزم، وفي السعي، وفي الألفاظ ... ربّما بعد وقت غير مذكور، ربّما بعد أيام، غير أنّ المظنون أنّ أحدهما لم يكاشف أخاه حين السعي بالذي انتواه. مضى عمر أيضاً برغبته المرجوّة إلى الرسول، وبنفس الكلمات قال: خطبت إليك فاطمة يا رسول الله. فاذا الجواب نفس الجواب: «أنتظر بها القضاء»[940]. ردّ مترفّق، لايخدش الشعور، ولايجرح الكبرياء ... لكنّه على أيّة حال إباء! * * * أربعة من بين أكابر المسلمين، أوثقهم بنبيّهم صحبةً، وأدناهم إليه قربةً، وأقواهم إيماناً، وأعلاهم شرفاً، وأعزّهم مكاناً، قد حجب عنهم الأب ابنته الزهراء. ألقِصور في الفضل؟ ليوشك الواحد منهم أن يفضُلَ العصبةَ من الرفاق والصحاب، أم لشبهة في الولاء؟ إنّهم ليتبارون في نصرة رسالته، وإخلاصهم له، بسطاً بالبذل، وسخاءً في العطاء لا يضنون[941] بشيء من دم أو جهد أو مال. أم لأنّه شاء فاختار لها آخر هو عنده خير من كلّ أُولاء؟