وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

هدم الكعبة وإعادة بنائها لَكَم هالهم فعله! وكم حملقوا فيه مبهوتين! وكم حاولوا أن يمنعوه! لكن الذي شهدوه من صلابته، وإصراره على إتمام ما شرع فيه، ردّهم عمّا اعتزموه. وما لبثوا أن انفضّوا عنه وتركوه. ثم هامس بعضهم بعضاً يقولون، وهم يلحظون الوليد من بعيد: نتربّص الليلة ثم ننظر، فإن أصابه شرّ لم نهدم منها شيئاً، ورددناها كما كانت، وإن لم يصبه هدمنا وباتوا ليلتهم يحلمون بالويل والثبور. لكن النهار أسفر عن خير، وأصبح الوليد غادياً إلى الكعبة، والمعول بيمينه، ليصل ما انقطع من عمل أمسه الذي انسدل[62] عليه ستر المساء. إذن نجا! إذن لم يصبه سوء! إذن تقشّعت[63] عنه وعنهم غواشي[64] العذاب المظنون! والتفّت حوله العيون، تطلّع القوم إليه دهشين. أول الأمر، لم يصدّقوا المرأى، ففركوا الجفون، وكيف يصدقون؟ ثم ثبتت عليه الأنظار، ثم شدّت إليه تتبعه أينما سار، ثم تألّق بها نور الأمان. ومن وراء الصدور كانت القلوب أعواداً ومزاهر وطنابير[65]. وكانت عروقها هي الأوتار، وكانت الفرحة هي النشيد، وعلى شموع بسماتهم المتألّقة رقصت كلماتهم فوق الشفاه. تهاتفوا من هنا ومن هناك: رضي ربّ الكعبة! رضي صاحب الحرم! رضي الله! * * *