وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

رأى الترمّل يغتال صبا ابنته وما بلغت بعد إلاَّ مطلع الشباب، وتفكّر الأب المحزون، واهتدى إلى عرض فتاته على صديقه اللصيق أبي بكر الصديق، فهو نِعْم الصاحب، وهي نِعْم رفيقة الحياة، لكنّ أبا بكر أمسك عن «نعم» و«لا»، جعل ردّه السكوت، وفُجع عمر في رأيه الذي ارتآه، وضمّ جوانحه على أساه، غير أنّه ظنّ في عثمان معيناً له على بلواه، فمضى إليه يعرض عليه الأرملة الشابة زوجةً تندر مثيلاتها في الزوجات ... فما كان الجواب؟ قال عثمان: ما أُريد أن أتزوّج الآن! فأيّة صدمة هذه التي تلقّها ابن الخطاب! إنّها لتفطر القلب، وتمزّق الكبرياء، وتهوي بالأب الملتاع إلى قاع من الحيرة والإحساس بالضياع، حتّى لنراه لا يجد منجاةً من هذا الذي يعانيه إلاَّ أن ينفض دخلية نفسه بين يدي رسول الله. ويبتسم الرسول ثم يقول مطمئناً صاحبه الأسيان: «يتزوّج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوّج عثمان من هي خير من حفصة»[935]. وحقّت نبوءة النبي، أم هي فراسة؟ أم عبّر عمّا عساه كان يدور في خلده، ويزمع أن ينقله من تصوّر الخيال إلى واقع الحال؟ ثم انقضت شهور، فإذا ربّك يقضي قضاءه المكتوب: يتزوّج حفصة الرسول، وتتزوّج عثمان أُم كلثوم. تمّ هذا بعد أن كشف الغيب عمّن آثرته السماء بالزهراء.