وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أصبحت تقيم ... فذاقت بمستقرّها القديم مرارة المساءات من أهل الشرك، وعانت لواعج الشجن إذ فقدت «القاسم» و«عبدالله» و«خديجة»، ثم «رقيّة» الآن في بضعة أعوام ... بدا كأنّما قد ترفّق بها زمنها أخيراً، وأقبل عليها يدقّ بابها وهو يلوّح بغصن زيتون. سالمتها الأيام، حملت إليها بشرىً ليس مثلها في البشارات، أقبلت في موكب زفاف. فحين تينع البنت صباً، وتزدهر فتوةً، وتبلغ مبلغ النضج لبنات حوّاء، وتشاركها في حبّ الأب الغالي زوجة غيداء[934] ... عندئذ يلوح لمن ينظرون إلى الصلات البشرية بعيون الواقع اللاحظات أنّ الأوان قد آن لتستقلّ الابنة ببيت جديد. هذه هي سنّة الحياة. فها قد دخلت عائشة بيت محمد، لتشغل فيه مكانة ربّة الدار ... وها قد نضجت الزهراء شابةً حسناء، ريّانة الصبا، حوراء قمراء. الجمال كساء، والشرف أصل، والكمال خُلُق، والفضل طبيعة، والعزّة تراث. فمن ذا إذاً في الرجال لا يطمح إلى مثلها حليلة وإن كاد الطامح يشبه من يشبّ على أصابع قدميه ليلمس بأطراف أنامله أنجم السماء؟ بل ذاك أمل كأنّه سراب! ولكن تهافتت عليها آمال، وتطلّعت نحوها عيون، وترامت إليها ألباب! * * * لكنّ الأثر لم يقدّم لنا سوى القليل. قيل: ذهب عبدالرحمان بن عوف إلى الرسول يخطبها منه، ومن ورائه ذخر من المناقب والمكارم يسدّده خطاه، فيه سبقه إلى الإسلام، ومقام في قومه رفيع، وثروة