وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

بخيلائها تحاول أن تكذّب رسولك، اللّهم فنصرك الذي وعدتني، اللّهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تُعبد»[924]. ثم راح يحّرض المؤمنين: «والذي نفس محمد بيده، لا يقاتلهم اليوم رجل فيُقتل صابراً محتسباً، مقبلاً غير مدبر، إلاَّ أدخله الله الجنة»[925]. ونشب القتال. فإذا هو منجل حصاد، وإذا هو رحىً تدور ... المنجل يحشّ، والرحى تطحن، حتّى تساقط المشركون أشلاء ونثائر، إلاَّ من استسلم خاسئاً للأسر، أو لاذ ذليلاً بأذيال الهروب. * * * وسبقت أنباء النصر في بدر إلى المدينة قبل أن يقفل رسول الله راجعاً إليها بيوم، حمل البشرى زيد بن ثابت وعبدالله بن رواحة، أولهما على ظهر راحلته، والثاني على ظهر «القصواء» ناقة رسول الله وتعالت الأصوات بالهتاف والتكبير، القلوب ترقص نشاوى ...العيون تتألّق بالابتسام ... الوجوه تتهلّل بالفرحة. لكن ثمّة قلباً كان ينتفض انتفاضة طائر ذبيح ... ذاك قلب الزهراء. إنّه ليحاول كتمان أساه، فيرجُّهُ الأسى رجّاً عنيفاً كأنّما انفجر فيه بركان، ويشرق بدمه الفوّار كما يشرق الحلق بالدموع، ويجتر مع حزنه الداهم الآن ذكريات مواجد السنين المواضي التي أفعمته إلى حافّته بالأوجاع. فلقد ماتت اليوم أُختها «رقيّة» الحبيبة، قضت في يوم الفرقان ... مع بشرى النصر في بدر نعق ناعق المنون ليضيف همّاً جديداً إلى قلبها الملتاع. وعندما آبَ[926] الأب كانت الابنة الراحلة تتّخذ طريقها الأخير للتراب، وما كاد