وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الفطرة، ويتحقّق حسن الجوار. فما يرومون استكراه أحد على عقيدتهم ... فالعقائد أحاسيس روحانية، لا تتخلّق بالإرهاب وضغط القوى المادية، ولا تقايض كالسلع درهماً بفلس، أو قنطاراً بدينار ... ومنهج الله يقول: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)[922]. ثم ربّهم لم يوجب عليهم القتال إلاَّ لاتّقاء فتنة أو لردّ عدوان: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)[923]. لكنّ الأُمور جرت على غير هذه الهوادة المرتجاة، فإن هو أن دخل شهر رمضان من السنة الثانية حتّى نزلت قريش ـ وفيها صفوة سادتها ـ من المدينة منازل الحرب، غير سامعة ولا مطيعة ما كان من نداء صاحبها عتبة بن ربيعة إذ شاء أن يردّها عن هذا اللقاء المسلّح الذي لو ظفرت فيه لقتلت أبناءً لها وإخوةً، ولو ظفر محمد لخسرت خير من فيها من الوجوه والأشراف. ناشدها عتبة: يا معشر قريش! إنّكم والله ما تصنعون بأن تلقوا محمداً وأصحابه شيئاً ... والله لئن أصبتموه لا يزال الرجل ينظر في وجه رجل قتل ابن عمه أو ابن خاله أو رجلاً من عشيرته ... فارجعوا، وخلّوا بين محمد وبين سائر العرب، فإن أصابوه فذلك الذي أردتم، وإن كان غير ذلك لم نتعرّض منه لما تكرهون، فاتّهموه بالجبن، وعابوه ... ورجح ميزان رأيهم، وشال ما رآه. وعندئذ ذاعت رائحة الوغى، وشاط جوّ السلام المأمول. وكان المسلمون قلّة في الميدان، في العتاد والرجال وكان جند قريش كثرة: ثلاثة أضعاف. وابتلى الله حزبه أشدّ بلاء،، وتوجّه محمد بكلّ قلبه، وكلّ جوارحه، وكلّ إيمانه وسط المعركة يناجي ربّه، وينشده النصر الموعود: «اللّهم هذه قريش قد أتت