وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وكان الرسول خير أُسوة تحتذيها[891]، ويحتذيها معها كلّ منافح[892] يعمل على توطيد[893] حرّية الكلمة، النابعة من اليقين. فلقد علّمهم أنّ الدين سلوك، علم يُبتغى فيه وجه الله، وخير البشرية جمعاء، لا خير جماعة دون جماعة، أو جنس دون جنس، أو فرد يتطلّع إلى صالحه الخاصّ أو يعمل رئاء الناس. إنّه إسلام القلب والمشاعر لربّ هذا الوجود ... تجرُّد من الأنانية، إخاء في الإنسانية، رحمة وتوادّ، هجرة إلى الله. فما كان عَبَثاً دَأب[894] محمد طوال ما مضى من أعوام على غرس أشرف الفضائل، وأرفع القيم، وأسمى المثل في الصدور، لا بالكلام الرائع والعبارة البليغة، إنّما بترجمة محكم التنزيل إلى أفعال. بل كان عليه الصلاة والسلام كالماء الرائق النقيّ الذي ينضح عنه إيمانهم الصافي الشفّاف. أم من ذا أحقّ منه بأن يكون الأُسوة المثلى للبشرية، يحتذيه أبناؤها في كلّ زمان ومكان، في كلّ قول وفعل وتقرير؟ أم لِمَ اختاره الله ـ حين بعثه رسولاً ـ من بين خير خلقه خيرهم أجمعين؟ أطيبهم خلقاً ... أطهرهم نفساً ... أعظمهم فطنةً ... أصلبهم عزماً ... أكملهم شخصيةً يعزّ نظيرها في البشرية، ولا يطاولها أسمى إنسان في جنس الإنسان. وحين تشهد له الزهراء بقدره الرفيع هذا الذي يضرب في السموّ إلى أعلى سماء، فإنّها لا تشهد له فقط لأنّه أبوها الذي اقتطعت من صلبه كما اقتطع من آدم وجود حوّاء، ولا لأنّ بنوّتها تعطفها عليه، ولا لأنّها خَبَرته خبرة عشرة ومعايشة بالعقل