وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والغواية، كانت الدنيا تناديهم: هلمّوا وهيت! لا يحرّفهم شيء من ذلك عن الصراط، وإنّما يزيدهم ثباتاً وصلابةً، فيصمّون عنها الآذان، ويطوون دونها الكشوح[889]، ويديرون نحوها الظهور. كانوا صادقي العقيدة، عميقي الإيمان، كلّ حركة يأتونها من سلوك هي تطبيق لكلّ حرف من حروف التنزيل. فليست العقيدة مجرّد فرائض تُؤدّى، وشعائر تُقام، وليس الإيمان بتسليم أخرس بما جاءتهم به دعوة السماء ... ليس حِكَماً مزجاة، ليس أحاديث تُروى لتلقّفها الأسماع. لقد انتهت مرحلة النظرية، ومرحلة الاستيعاب، وأوغلوا في مرحلة الإنجاز والإيجاب، والأعوام التي قضوها، قبل يومهم هذا، كانت تجربةً مُرّةً من العمل الدائب والجهد الشاقّ. فكم طوّعوا قلوبهم وجوارحهم للصبر والثبات والكفاح! وكم قطعوا من أشواط من التضحية والبذل والفداء! كانوا مثلاً يعزّ في الأمثال على مدى تاريخ الإنسان، لكأنّي بهم قد اتّخذوا من أنفسهم «وسائل إيضاح» تحسن البيان للذين اتّبعوهم عن الجهاد في سبيل عقيدتهم كيف يكون، ولقد أحسنوا البيان. * * * وكانت الزهراء طرفاً بين هذه الوسائل التي ترسم القدوة للناس، فما زالت أُذُناها ممتلئتين بكلمات أبيها لها يوم «البلاغ»: «يا فاطمة بنت محمد، لا أُغني عنك من الله شيئاً»[890].