وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

بعضهم ظنّ هذا، آخرون ظنّوا ذاك. لكن أكثر الكثيرين كانوا مع الإبقاء على القائم إلى تلك الأيام من البيت الحرم، على الهيئة التي خلّف الزمن من بنائه، منذ عهد إبراهيم، على نفس صورته الماثلة الآن للعيان: رسوماً دارسة[52]، وآثار حطام. بلا تغيير، ولا تعمير أرادوه، بغير تبديل أو تعديل، بغير ترميم أو تقويم. فهل عن وفاء لعراقة ماضية، أم عن خشية من خفايا المجهول؟ * * * وعندما اجتمع سادة القوم بمكة ذلك اليوم، ليروا رأيهم فيما فعل طغيان السيل بحرم الله، تاه تفكيرهم في بوادي الشكوك والوساوس، ومهامه[53] الأحداس والظنون. راحوا يتشاورون وكأنّهم لا يتشاورون، يقولون ولا يكادون يقولون، يلغطون[54]ولا يحسمون. الألسنة الحائرة تدور وتدور في الأفواه، الشفاه المرتعشة ما أن تقترب من الآذان حتى تفترق الآذان عن الشفاه، القلوب تجفّ في الصدور، وتطفر إلى النحور، العيون تنظر ولا ترى، وهي تحملق[55] فيما وراء المنظور. بدا الجمع كأنّما يسيحون في خواء[56]، يتعلّقون بالهواء. وبين حدّي القلق والفرق، بين طرفي الاضطراب والارتهاب، بين رحى هذين الشعورين، توجّسوا[57] من شرٍّ غامض، نازل بهم لا محالة لو أقدموا على نقض حجر