وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ «فمن هي؟». ـ خديجة! ـ «كيف لي؟». ـ عليّ ذلك[885]. فالوسامة، والشرف، وحلو الشمائل، وإشراقة الملامح الذهنية والبدنية ... كلّها ينابيع أصيلة في كيان الأب والأُم، كليهما أرتوت منها الزهراء نفساً وجارحةً حتّى استوت خُلقاً وخَلقاً، وطاولت ذرى الجمال والكمال. فكيف تُعاب؟ وهل عن مثلها يرغب الطلاّب؟ بل الحقّ أن يقال: إنّ صفاتها هذه الدرّية النورانية كانت كالهالة التي تجعل الخاطب يتهيّبها، ويدنو منها على حذر وهو يفكّر مرّة ومرّات قبل أن يتقدّم ليطلبها; مخافة ألاّ تعدّه في النظائر والأكفاء. فإذا تأخّرت أعواماً عن دخول بيت الزوجية، فذلك لأنّها تجمع من أشراط الإقبال عليها مالا يجتمع بعضه في غيرها من الفتيات المرغوبات، ولأنّ مزاياها الكريمة أحرى بأن تمدّها بثقة تحملها على التريّث في انتقاء القرين، وهي آمنة أنّ الزمن معها وليس عليها، فلا حاجة إذاً بها للتعجّل في الاختيار. ولأنّها، قبل هذا، ضنينة بأبيها أن تدعه لتلوذ بزوج، وهي تعلم أنّه عليه الصلاة والسلام بحاجة إليها في محنة كفاحه، لتدبّر أمره وترعاه، وتملأ في بيته فراغ أُمّها الراحلة، وتكون له الابنة الوفيّة، والأُم الحانية الرؤوم. ثم ما الرأي لو أنّ رسول الله إنّما استأخر بها تلك الأعوام تلبيةً لأمر ربّه إذ ادّخرها لرجل هو سيّد الناس؟ أليست الخيرة في من اختاره الله؟