وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وكانت السقوف من جريد، دانية، لا تكاد ترتفع إلاَّ قليلاً عن قامة الرجل الطوال، يقول الحسن بن علي: «كنت أدخل بيوت النبي، وأنا غلام مُراهق، فأنال السقف بيدي!». أمّا الأدوات المنزلية فأقلّ وأهون ما كانت تتطلّبه الحياة البيتية في ذلك الزمان من ضروريات تفي بعض الوفاء بأغراض الشرب والغسل وإعداد الطعام; كالسُقاء والرحى وبضعة من آنية الفخار. وأمّا الفُرُش فخشنة، أدنى إلى أن تقضّ المضاجع منها إلى أن ترتاح فوقها الجُنوب! فهي وسائد مشدودة بليف أو بشريط من خوص، بعضها حشوه إذخر وهو نبات طيّب الريح، وبعضها حشوه صوف عذري، لم تكد تتناوله يد بالتهذيب. وأمّا الأثاث فمتواضع رخيص، إنّه بسط من جلد جافّ، وسُتُر من خَيْش[844]مضطرب النسيج، وسِجْف[845] من قماش متنافر السدى واللُحم، غليظ الخيوط. لا هيئة ثراء. لا مظهر اكتفاء. لا أثر لزخرف أو ترف. بل معالم تتحدّث بالجشوبة والشظف، ونقص متاع إلى حدّ الإدقاع[846]. ولا غرو. فما هذه الدنيا في نظرة الرسول إلاَّ هباء، ولو أنّه شاء لأوتي كنوز الأرض والسماء، ولكنّه ليس يرضى من الحياة إلاَّ بما يقيم أوده، ليؤدّي رسالة الله. كفاه شبعة واحدة وجوعتان، كفاه أن يشتري أُخراه بأُولاه، أليس هو القائل: «ما يسرّني أنّ لي مثل أُحد (ذهباً) أنفقه في سبيل الله، أموت وأترك منه قيراطين». فلمّا روجع في ذلك، وسُئل: أو قنطارين، يا رسول الله؟