وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الخطر، لم تخفّف شيئاً من خشية أبي بكر على الرسول أن يناله مكروه. فهو من خوفه عليه، منذ غادرا الدار، في خوف متّصل الحلقات، وهو مذعور القدم، واجف الحركة، قلق الثبات، مهزوز الخطوات، في صدره جبل، أنفاسه لهثات، بصوته صَحَل[781]، كالذي جفّ ريقه، فراحت الكلمات تتّخذ سبيلها إلى حنجرته متعسّرة، كأنّما تشقّها بسكين، نظراته تترجرج حائرة على امتداد المسافات في كلّ ناحية، فلا يكاد حملاقها يثبت على اتّجاه، إن رأيته حسبته يترنّح من فزع، كمن يسير في وادي «عبقر»[782]، والأرض من حوله طلعها جِنّة وأشباح. فما قصارى أمل هذا الصاحب الوفي النبيل؟ الفداء قصاراه! أنّه ليجهد ليكون لنبيّه درعاً تحميه، فهو تارةً يمشي خلفه، ومرّةً أمامه، وآناً إلى يمينه، وساعةً إلى يساره، وكان يقول لرسول الله: إن قُتلتُ فإنّما أنا رجل واحد، وإن قُتلتَ أنت هلكت الأُمة. وحتّى عندما أويا إلى غار ثور، وكان لهما فيه مأمن، ثم سمع أبو بكر دبيب بعض المطاردين تدنو من الفوهة، جزع الصاحب أشدّ الجزع، وهمس يقول: لو أنّ أحدهم نظر إلى قدمه لرآنا! فهدّأ النبي جأشه: «ما ظنّك باثنين الله ثالثهما؟»[783] وكانت كلماته بلسم[784] سلام. * * *