وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

مواطئهم، ويعيدونهم إلى ديارهم كارهين، مخافة اشتداد سواعدهم في منتجعهم الجديد، ثم كرّهم عليهم بالثأر والوبال، عندما تسنح سانحة، ويئين أوان. أفتخلّي بينهم وبين المنعة والأيد، وفي ذلكم بلا ريب شرٌّ داهم، وخطرٌ عارم، وبلاءٌ عظيم؟ اختلفت إذاً نظرة قريش إلى المهاجرين، بين جماعة لجماعة، وبين يوم ويوم، من نقيض لنقيض. ووسعت المسلمين الهجرة في الله، إلاَّ الذين حبسهم أهل الشرك، وصدّوهم عن الرحيل، لكنّه صدّ إلى حين، إلى أجل معلوم، يحسبه الكافرون بعيداً وما هو ببعيد وتتابعت على الطريق إلى «يثرب» الرجال والنساء من حزب الله، بعضهم على القدم، يمضون مواكب وصفوفاً، من بعد مواكب وصفوف ... وبعضهم على الظهر، تدبّ بهم مطاياهم، حوافر في إثر حوافر[749]، أخفافاً وراء أخفاف، وأظلافاً تليها أظلاف. كانوا جميعهم يتلعون[750] الأجياد إلى المقام الموعود، كانوا في شوق إلى تلبية دعوة الله ... فهناك، سبحانه هو المضيِّف وهم الأضياف. وهل يُضام ضيفٌ ينزل في قِرى مالك الوجود؟ ولقد حنّ أبو بكر إلى اللحاق بأترابه حنيناً أخذ عليه كلّ مشاعره وتفكيره، كعصفور بلّله القطر، وعصفت به الريح، وناشه الزمهرير، ثم استطاع أخيراً أن ينفض عن نفسه تلكم الأوقار، فنشر جناحيه، ومضى يطير إلى عشٍّ له فيه دفء وراحة وقرار. وأعدّ عدّته، وهمّ بالرحيل، لكنّ رسول الله قال له: «لا تعجل، لعلّ الله أن يجعل لك صباحاً»[751] فأطاع. * * *