وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

بالسخرية، تباروا في هجر القول. وكان أكثر لغطهم ـ كصلاتهم الضالّة المضلّة ـ مكاءً وتصديةً[732]! حتّى المطعم بن عدي، الرجل الكريم المتعقّل، نزع عن هدوئه واتّزان وعيه، وصاح وقد بدّله عجبه بحلمه حماقة: يا محمد! إنّ أمرك قبل اليوم كان أمماً[733] غير قولك اليوم، وأنا أشهد أنّك كاذب! نحن نضرب أكباد الإبل إلى بيت المقدس، مَصعد شهر أو منحدر شهر، ثم تزعم أنّك أتيته في ليلة واحدة! واللاّت والعزّى لا أُصدّقك، وما كان هذا الذي تقول قطّ! ولقد حسب أولئك المرجفون النُكر أنّهم أوقعوا الرسول من قوله هذا في كمين، فأشاعوا في الملأ نبأ الإسراء، وهم يبرقشونه ويرقشونه[734] كما شاءت لهم الأهواء، ويقرنونه من لدنهم بتعليقات وتأويلات يمدّهم بها ما انطوت عليه الجوانح والأذهان من عوادي الضغينة واختبال الخيال. وكان أكثر همّهم أن يروّجوا بضاعتهم تلك بين أهل الإسلام (هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً)[735]. راود الشكّ بعض النفوس الضعاف، ودنا بعض من حافّة الفتنة، وارتدّ بعض أو كاد. ثم سعت من أهل الشرك طائفة إلى أبي بكر بخبر صاحبه، وفي يقينها أنّها ستلفته عن طريقه، فلو أنّه اهتزّ إذاً لهاضت نفوس، واهتزّت أقدام، وربّما ذهبت ريح الإسلام. قالوا له: هل لك إلى صاحبك؟ ـ «ما له؟».