وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

من زفاف عروس لعروس، فضلاً على أنّ أُختها الحبيبة هي العروس. وفي ساحة الأحقاد القرشية، كانت الدعوة قد مضت تزيح الغشاوة عن بعض الأعين لترى النور، وتستلّ الغلّ من بعض الأنفس، وتمهّد تربتها ليحرثها الإسلام. ولم يفد جبابرة الشرك شيئاً تشبّثهم بالتجبّر والعنت والعناد، ولا وطّد ركن وثنيّتهم عدوانهم الدائب على الذين شرح الله صدورهم للدين الجديد، ولا أجدى عليهم إسرافهم الفاجر في تعذيب عبيدهم وإمائهم ومواليهم، الذين آثروا الموت على الحياة، وباعوا الدنيا واشتروا الآخرة، وأسلموا وجوههم لله، ولا نفعتهم محاولاتهم في النيل من صلابة الرسول. بل إنّ سلوكهم هذا الذي يحارب الكلمة بالسلاح، وحرّية الفكر بالقهر، كان له ردّ فعل مضادّ، فهاهنا أسلم فرد وهناك آخر، من عُتاة أهل العدوان، أو من الأُلى لم يكن خروجهم على الإجماع الوثني ليجول في بال. فلعلّ أحداً منهم لم ينثلج صدر فاطمة لإسلامه كانثلاجه لدخول عمّها، عمّ أبيها وخَدين طفولته وصباه وشبابه: حمزة بن عبدالمطلب، المعروف بين الفرسان بشجاعة الرأي واليد والجنان واللسان، ولعلّ الله لم يقمأ[475] مَرَدَة الكفر كما أقمأهم بدخوله في زمرة الإيمان. وهل نسيت الصغيرة، أو نسي القوم، مؤمنهم وكافرهم، كيف لقي أبو الحكم بن هشام[476] سيد بني مخزوم تحت بصر قريش وسمعها هواناً على يد ابن عبدالمطلب هذا، لم يلق مثله قطّ على يد غيره من الناس؟