وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فبفضل الله تعالى وعونه وتأييده تحقّقت آمال الشيعة الإمامية وسائر المسلمين، وآمال الشيخ المفيد (المتوفّى قبل 976 سنة)، والسيد المرتضى علم الهدى (المتوفّى قبل 944 سنة)، وتلميذه الشيخ الطوسي مؤسّس معهد النجف الأشرف (المتوفّى قبل 920 سنة)، والعلاّمة الحلّي (المتوفّى سنة 726 هـ )، والخواجة الطوسي (المتوفّى سنة 672 هـ ) وغيرهم، بجهاد أستاذنا الإمام عبد الكريم الزنجاني وجهوده الجبّارة المستمرّة مدّة طويلة تزيد على ربع قرن، وبمؤازرة زملائه المخلصين المتّبعين أثره، بعد أن عجز عن تحقيقها أعلام علماء المسلمين خلال مدّة بعيدة تزيد على ألف سنة والحمد لله ربِّ العالمين. وغير خفيِّ أنّ هذا العمل العظيم التاريخي هو الأوّل من نوعه في تاريخ المسلمين الذي علّق عليه سائر المسلمين الآمال الجسام، فكان قرّة عين المسلمين، كما كان قذى عيون المستعمرين الذين حسبوا له ألف حساب، وأوصدوا دونه ـ حسب إمكانهم ـ كل باب. ولكن على رغم ما قام به المستعمرون وأذنابهم، وأعداء الإسلام والمسلمين، نجح ـ بعناية الله تعالى ـ ما قام به أولئك الأفذاذ المصلحون، والأعلام المخلصون، والمجاهدون المضحّون بالنفس والنفيس، من التدابير والأعمال لتحقيق تلك الغاية السامية، وما بذلوه من التضحيات والمفاداة في سبيل التقريب والوحدة الإسلامية. ولكنّ الشيطان بقي يعمل عمله، والدسّاسون المدلّسون يقومون بدسائسهم وتدليسهم، والكائدون يكيدون الكيد، ويبثون الأُحابيل[56]، ومكائد الأجنبي المستعبد تشدّهم وتغريهم، فدفعوا حفنةً من المنافقين المأجورين أمثال: إبراهيم الجبهان، وأصحاب مجلّة «راية الإسلام» إلى نشر مقال ضلالهم، وتكفير الشيعة وأئمّتها، وتحريض سائر المسلمين بالسعي في هلاكها وإبادتها، أرادوا بها أن يثيروا عواطف الشيعة، فيدفعها الحقد والغضب، فتقابلهم بمثل ذلك، أو بما هو أسوأ منه، حتى