وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

المقدّمة يشكّل الدعاء ـ بكلّ تجلّياته المتعدّدة والمختلفة ـ إحدى قنوات الترابط الروحي المتجذّرة في فطرة الإنسان منذ زمن سحيق، وبالتحديد منذ أن لامست قدماه سطح هذا الكوكب الصغير، وأضحى طعمةً للكوارث والمخاطر الطبيعة التي كانت تهدّده على الأرض، فهو يمثّل حالات تجسيد فعلية لتعزيز قدر أكبر من الترابط والتقارب بالخالق الموجد جلّ وعلا، وإيجاد الوصال بين كلّ حلقات الاتّصال الروحي معه. فالدعاء يعدّ إذاً وسيلةً من الوسائل التي ركن إليها الإنسان منذ أن وُجد لتحقيق آماله وأحلامه، والوصول إلى مبتغاه عبر استمداد القوة والقدرة على بلوغ ما يرنو إليه من حاجات متجدّدة. غير أنّه كان يدرك ابتداءً أنّ عليه شروطاً ينبغي رعايتها إذا ما أراد تعاطي الدعاء أو المناجاة مع بارئه، كأن يكون طاهراً من الأنجاس، بعيداً عن ارتكاب الذنوب والآثام، منتهياً عمّا يثير غضب الربّ... إذا ما أراد أن يضمن الإجابة. لذا فلامناص من القول بأنّ الدعاء فضلا عمّا يلعبه من دور فعّال في إحكام الارتباط مع الخالق عزّ وجل، وتعزيز الصلة بالقوة الغيبة العليا، فهو أيضاً يشكّل إحدى «المناهج» الروحية التي من شأنها أن تزيد من تكريس حالات السموّ في السلوكيات، وعلوّ الهمّة في التعامل مع الآخرين، وتهذيب النفس ممّا يعتريها من شوائب وأدران. إذن، ففي الوقت الذي يمثّل «الدعاء» إحدى قنوات الاتّصال بربّ العزّة، فهو أيضاً يشكّل