وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الحمد لله، ما أجد اليوم أكرم أضيافاً منِّي، فانطلق فجاءهم بعذق[241] فيه بُسرٌ وتمرٌ ورطبٌ، فقال: كلوا من هذه، وأخذ المدية[242] فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إيَّاك والحلوب»، فذبح لهم، فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق، وشربوا، فلمَّا أن شبعوا ورووا، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما: «والذي نفسي بيده، لتسألنَّ عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثمَّ لم ترجعوا حتَّى أصابكم هذا النعيم»[243]. 2062 ـ أبان بن عثمان رضي الله عنهما قال: خرج زيد بن ثابت من عند مروان بنصف النهار، قلت: ما بعث إليه هذه الساعة إلاَّ لشيء سأل عنه، فسألته، فقال: سألنا عن أشياء سمعناها من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «من كانت الدنيا همَّه، فرَّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلاَّ ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيَّته، جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا هي راغمةٌ»[244]. 2063 ـ خالد بن عمير العدويِّ قال: خطبنا عتبة بن غزوان، فحمد الله وأثنى عليه، ثمَّ قال: أما بعد، فإنَّ الدنيا قد آذنت[245] بصرم[246]، وولَّت حذَّاء[247]، لم يبق منها إلاَّ صبابةٌ[248]كصبابة الإناء، يتصابّها صاحبها، وإنَّكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم; فإنَّه قد ذكر لنا أنّ الحجر يلقى من شفة جهنم، فيهوي فيها سبعين عاماً، لا يدرك لها قعراً، ووالله، لتملأنّ. أفعجبتم ولقد ذكر لنا أنَّ ما بين