وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ولو أراد بيوت السكن التي تقدّم ذكرها لكرّر جمعها، وألحق بها نون النسوة، لتكون المقصودة بالذات. فذكر «البيت» مفرداً ومتوسّطاً بين آيتين، في كلٍّ منهما جاء «البيت» بالجمع، لأكبر دليل على أنّ هذا المفرد ليس من تلك البيوت، وأنّ أهله ليسوا مثل أهلها، فقد كان كلّ فرد من هذا البيت الطاهر أقرب الناس وأطوعهم إلى امتثال أمره ونهيه، صلوات الله عليه وعلى أهل بيته الطاهرين. إنّ بيت الزوجية يكوّنه السبب بإيقاع العقد الشرعي فيجعله سكناً ومسكناً، وتقوّض دعائمه في كلمة واحدة تؤذن بالطلاق، فإذا البيت يتهدّم، وإذا بالزوجة تصبح امرأة أجنبية تخرج من أهله إلى أهلها. والبيت الثاني «بيت النبوّة» يكوّنه النسب، وكانت آية التطهير حجر الأساس لبناء كيان هذا البيت، لأنّ العصمة ملكة في النفس تمنع صاحبها من أن تشوبه شائبة، فهو أبداً طاهر مطهّر، من طهر طاهر. وقد أراد الله تعالى بعد أن عرّف الناس بالبيت الأول: أن يعرّفهم منزلة البيت الثاني، ليتّضح الفرق بين البيتين، فيفهم كلّ بيت على واقعه، وحتّى لا يحصل الالتباس، أويطبّق في حقّهما القياس، فيكون كقياس «إذ» على «إذا» والمبتدأ على الخبر. وهم كما قال عنهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «نحن أهل البيت لا يُقاس علينا أحد»([168]). إنّ البيت الأول تشيده كلمة وتهدمه كلمة، وإنّ البيت الثاني خالد ما خلد الدهر، لأنّهم سلام الله عليهم أمان لأهل الأرض، قال جدّهم (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما أخرجه الإمام أحمد في المناقب: «النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض»([169]).