وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ذلك إننا من خلال ما رأيناه نُدرك أنّ صلاة الجمعة عبادة سياسية ترمز إلى تركيز نوعية العلاقة الاجتماعية فيما بين الأفراد أنفسهم من جهة، وبينهم وبين قيادتهم من جهة أخرى، فمصيرها مرتبط بمصير القيادة الإسلامية المؤهلة العادلة تمام الارتباط. ولذا نجد هذه الصلاة تفقد شرط قيامها لدى الكثير من علماء هذه المدرسة عندما تسلّم الحكم أمثال: ويزيد، والسّفاح، والمتوكل من الطغاة المتحكّمين ظلماً بالعباد.. وكان هذا المعنى مع وجود شيء من الاختلاف في النصوص، العامل الذي جعل العلماء ينقسمون إلى طوائف: فطائفة ترى وجوب هذه الصلاة تعييناً، وأخرى ترى أنّها تتحول إلى واجب تخييري، مثلها كمثل صلاة الظهر يوم الجمعة. في حين ترى طائفة ثالثة أنّها تسقط عن الوجوب.. وهكذا. وكان هذا الاختلاف عاملاً في عدم عمومية إقامة هذه الصلاة بين أتباع هذه المدرسة. كما قد يكون من العوامل التي دعت ـ ولو من بعيد ـ للعمل على تهيئة أرضية الوجوب من جديد، أي إعادة الحكم الإسلامي إلى الواقع التطبيقي، ليؤم الحاكم العادل أو من يعيّنه المصلّين يوم الجمعة. ومن هنا نقول أيضاً: إنّ من أكبر نتائج نجاح الثورة الإسلامية الظافرة في إيران بقيادة قائد النهضة الإسلامية الحديثة الإمام الخميني (قدس سره) عودة صلاة الجمعة، رمز المجتمع الإسلامي المصغّر، إلى الظهور كعامل ثوري ضخم، يشدّ الجماهير إلى بعضها البعض، ويشدّها جميعاً إلى قيادتها الحكيمة، ويعرب فيها الشعب عن اصراره على تطبيق الإسلام، ويتحدث فيها إمام الجمعة عن كلّ شيء بصراحة، يربّي فيها الأُمة، ويُطلعها على الموقف الاجتماعي والسياسي، ويستشيرها في اتخاذ المواقف المستقبلية.