وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الثورة الاسلامية الايرانية وحركة الانتفاضة مرتضى شيرودي ([1]) موجز يقدم هذا المقال في البداية المعنى للانتفاضة ثم يستعرض مجالات ظهورها وظهور المجموعات والمنظمات القريبة من الانتفاضة ويتحدث بعد ذلك عن تأثير الانتفاضة على اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية ويستعرض بشكل موجز علاقات ايران مع اسرائيل في عهد نظام بهلوي لادراك تأثير الثورة الاسلامية على الانتفاضة. ثم يشرح المقال بإسهاب تأثير الثورة الاسلامية على القضية الفلسطينية والانتفاضة وفي الختام يستخلص المقال بالقول بأن السبيل الوحيد لانقاذ فلسطين هو الإسلام. مقدمة الانتفاضة او (ثورة الحجارة) هي حركة فتية وجديدة ضد الكيان الصهيوني والتي تستخدم اقل الامكانيات المتاحة لبلوغ هدف كبير ألا وهو (تحرير فلسطين). وهذه الحركة هي حصيلة تأثر الشعب الفلسطيني بالثورة الاسلامية في احياء الاسلام ورد على ممارسة ضغوط واجراءات الكيان الصهيوني القمعية. ورد فعل لحالة اليأس والاحباط وانعدام الأمل والضعف والخمول الملاحظ في الدول العربية في مواجهة اسرائيل، وأخيراً هو موقف امام عجز وفشل المجموعات العسكرية والسياسية الفلسطينية في انقاذ فلسطين. فالشعب الفلسطيني والمنظمات الداعمة للانتفاضة اعتماداً منها على الإيمان الثوري يواصلون نظالهم الدؤوب ضد اسرائيل في داخل الاراضي المحتلة مما جعل عدم مهادنتهم ومواجهة كل من اميركا واسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية الكثير من المشاكل في حل أزمة الشرق الأوسط المتمثلة بالقضية الفلسطينية. تعريف الانتفاضة الانتفاضة هي كلمة عربية تعني النفض والتي تطلق على الحركة والتحرك والثورة وازالة الغبار والنهوض بوجه الخمول والركود السائد قبل الثورة والتحرك المصحوب بالقوة والسرعة. وكانت الانتفاضة تطلق اولاً على مجموعة منشقة عن فتح. لكنها اليوم تطلق على الحركة الجديدة للشعب الفلسطيني. وقد بدأت هذه الحركة في الثمانينات ضد اسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة. فالانتفاضة هي اسم يطلق على تلك الحركة الذاتية والمستقلة والمستمرة والهجومية والعامة وغير المسلحة والواعية والمحتجة والشجاعة للشعب الفلسطيني في مواجهة اسرائيل([2]). ويستخدم الشعب الفلسطيني الحجارة بدلاً عن السلاح للدفاع عن نفسه ومهاجمة العدو. ولذلك يطلق كذلك على الانتفاضة اسم (ثورة الحجارة). وقد أثار استخدام الحجارة قلق اسرائيل لأن الحجارة تعيد الى الأذهان كفاح النبي داوود عليه السلام وهو النبي الكبير لبني اسرائيل وانتصاره على جالوت وقد استخدم سيدنا داوود عليه السلام الحجارة في كفاحه ضد جالوت الذي كان يجسد الباطل وقضى عليه بهذه الحجارة.([3]) وقد شهد التاريخ الفلسطيني المعاصر اربع انتفاضات في اعوام 1921، 1932 و1939([4]) و1987 الا ان اية انتفاضة من هذه الانتفاضات لم تكن بحجم وصمود الانتفاضة الاخيرة للشعب الفلسطيني. ولذلك يطلق البعض على الانتفاضة الحديثة للشعب الفلسطيني اسم (الانتفاضة الكبرى). ويحل في هذه الانتفاضة اسلوب الهجوم والكفاح داخل الاراضي الفلسطينية والتأكيد على الاسس الاسلامية محل النمط الدفاعي والحرب في خارج الحدود الفلسطينية والافكار غير الدينية([5]). وقد صرح الامين العام للجهاد الاسلامي الفلسطيني الشهيد الدكتور فتحي ابراهيم الشقاقي حول الانتفاضة: كلمة (الانتفاضة) لها سابقة طويلة في تاريخ الثورات والنضالات لكن الانتفاضة من ناحية المعنى تعني النهوض ضد الخمول والركود والانتفاضة هي مرحلة تسبق الثورة. كمثال على على ذلك اننا نسمي الحركة في مدرسة الفيضية في قم اسم الانتفاضة كما نطلق على نهوض الشعب في عام 1979 اسم الثورة، لكننا لم نتوقع في البداية بلوغها هذا الحد من الانتشار والشمولية وقد اطلقنا عليها اسم الانتفاضة. لذلك اننا في حركة الجهاد الاسلامي نطلق على الحركة الحالية في فلسطين اسم (الانتفاضة والثورة).([6]) مجالات ولادة الانتفاضة الانتفاضة كانت ولادة عوامل عديدة ومنها: 1ـ الثورة الاسلامية في ايران: لقد ادى اندلاع الثورة الاسلامية في ايران في عام 1979 الى احياء الاسلام والى يقضة المسلمين وزادت من ثقة ابناء الشعب الفلسطيني بأنفسهم وجعلتهم يدركون تمتعهم بالقوة اللازمة لاستعادة حقهم. والثورة الاسلامية كانت شهادة على مقدرة الاسلام على الاطاحة بالظلم والفساد للانظمة الطاغوتية والاستكبارية. وقد وجد المسلمون الفلسطينيون وجود الايرانيين الى جانبهم قبل الثورة الاسلامية الايرانية وبعدها وباتوا يدركون تفاهة القوة الاميركية في دعم نظام الشاه في ايران. وقد طرحت الاحداث المدهشة للثورة الاسلامية والشعب الايراني ونمط كفاحه ضد نظام بهلوي كأنموذج هادف للمناضلين في الحركات الاسلامية.([7]) 2ـ ظلم وتعسف الكيان الصهيوني: يقول الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي في هذا الجانب: لقد كانت الانتفاضة رداً على المحتلين وعلى عمليات القمع والطغيان وتكبرهم واجراءاتهم في هدم المنازل ومصادرة الأراضي وتوطين اليهود وبناء المستعمرات وتعذيب المناضلين واعتقالهم ونفيهم واغتيالهم وتكسير عظامهم والقضاء على الاقتصاد الفلسطيني والبنى التحتية للمجتمع وسرقة المياه وفرض الضرائب والتغريمات الباهضة واغلاق المدارس والجامعات ومنع العمل والكسب وضربهم الحقوق الانسانية والسياسية عرض الحائط والاجراءات الأخرى من العقاب الجماعي.([8]) اضف الى ذلك تجب الاشارة الى تحقير الفلسطينيين باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية ومحاولات الصهاينة للقضاء على المعالم الاسلامية والعربية للمدن الفلسطينية. 3ـ الاحباط وانعدام الامل في الدول العربية: يقول الشقاقي في هذا الجانب: كانت الانتفاضة رداً على الواقع المؤسف والباعث لليأس للعرب الذين اظهروا تبعيتهم وضعفهم وخمولهم. انهم جعلوا من فلسطين وتحرير فلسطين تبريراً للبقاء في السلطة، حيث وضعوا القضية الفلسطينية في آخر قائمة اولوياتهم وقد لاحظ الجميع هذا الموضوع حتى في مؤتمراتهم كمؤتمر القمة في نوفمبر عام 1987م.([9]) ففي عام 1987 تأثرت القضية الفلسطينية لأول مرة بقضية اخرى وهي الحرب الايرانية العراقية والشيء الذي كان يدعو الى المزيد من الأسف هو ان مؤتمر القمة المذكور قد صادق على عقد مؤتمر السلام بين العرب واسرائيل بحضور اميركا والاتحاد السوفييتي السابق.([10]) 4ـ عجز المجموعات العسكرية والسياسية من انقاذ فلسطين: لقد حولت نكسة حزيران في عام 1967 الحضور المباشر والمستقل للعنصر الفلسطيني في محاربة اسرائيل الى موضوع لا مفر منه. ولذا ظهرت في اعقاب ذلك على الساحة المنظمات والمجموعات الفدائية والسياسية الفلسطينية والتي بذلت جهودها للاعتماد على الكفاح المسلح لانقاذ فلسطين من مخالب اسرائيل، لكن المجموعات الفلسطينية المذكورة بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية قد اكتشفت في عام 1970 عجزها عن تحرير فلسطين واتجهت نتيجة ذلك نحو الضعف واختارت الكفاح السياسي ليحل محل الكفاح العسكري، لكن سرعان ما واجه هذا الاتجاه ايضاً الفشل. وقد اشتد احباط الشعب الفلسطيني من هذه المجموعات عندما خضعت كل مجموعة من هذه المجموعات الفلسطينية لنفوذ احدى الدول العربية التي كانت قد خانت القضية الفلسطينية.([11]) 5ـ كفاح حركة حزب الله اللبناني: لقد استطاعت حركة حزب الله اللبناني من خلال الاقتداء بأفكار الإمام الخميني (رض) وايديولوجية الثورة الاسلامية في فترة محاربة اسرائيل وبعد انسحاب قوات الاحتلال من جنوب لبنان ان تترك تأثيرها على القضية الفلسطينية وعلى انتفاضة الشعب الفلسطيني. وتقوم استراتيجية حزب الله تجاه الانتفاضة على اساس مبدأ عدم قيام عناصر حزب الله بالعمليات داخل الأراضي الفلسطينية بل يمارس الفلسطينيون الذين يتدربون بتعليمات وتوجيهات حزب الله الكفاح ضد الكيان الصهيوني ولذلك يشبه نمط كفاح المناضلين الفلسطينيين تماماً كفاح حزب الله اللبناني ضد اسرائيل الغاصبة في جنوب لبنان. فهذه قضية يعترف بها الكيان الصهيوني الغاصب وبعبارة اخرى يعتمد كفاح حزب الله اللبناني ضد اسرائيل سواء في الاراضي اللبنانية او في الاراضي الفلسطينية المحتلة من جانب قوات الانتفاضة على اساس العمليات الاستشهادية. ويشبه زعيم حزب الله اللبناني الإمام الخميني (رض) في تفائله الكبير جداً حيال هذا الكفاح ويرى بأن استمرار هذا الكفاح من شأنه ان يعرض هذا الكيان الى مشاكل أمنية في المستقبل كما يعتقد بذلك المناضلون الفلسطينيون ويناضلون على أساسه.([12]) الانتفاضة والتنظيمات السياسية لقد تأثرت معظم المجموعات والمنظمات الفلسطينية دائماً بحركة اخوان المسلمين المصرية وقد وسع الاخوان المسلمون في مصر منذ اواخر الاربعينيات نشاطهم ليصل الى فلسطين وقد لعبت هذه المنظمة في عام 1948 وما بعدها دوراً مهماً جداً في الكفاح المناوئ للصهيونية ولاسرائيل لكن التخلي التدريجي لاخوان المسلمين فرع فلسطين من ساحة الكفاح السياسي واضرارهم على مواصلة النشاطات الثقافية والتعليمية وبناء الكوادر قد ادى الى انشقاق الشباب الثوري المعارض للعمل السلمي من هذه المنظمة.([13]) وتعتبر حركة الجهاد الاسلامي الفلسطيني اول مجموعة منشقة من اخوان المسلمين في غزة وقد حدث هذا الانشقاق بقيادة الدكتور فتحي الشقاقي([14]) في عام 1980 في غزة. وكان أهم شعار للحركة الفلسطينية الجديدة هذه هو (التخلي عن شعار فلسطين دون الاسلام والاسلام دون فلسطين) ([15]) وتعتبر ابرز خصائص هذه الحركة هو استخدامها للنضال المسلح باعتباره السبيل الوحيد لحركة الجهاد الاسلامي. ورغم ما لعبته حركة الجهاد الاسلامي من دور في ولادة الانتفاضة الفلسطينية في تنفيذها لعمليات اكتوبر عام 1987 في محلة الشجاعية في غزة لكنها تأثرت هي بدورها بالانتفاضة. ([16]) وكان الشهيد فتحي الشقاقي يعتقد بأن الجهاد الاسلامي قد اجتاز ثلاث مراحل حتى الآن وهي: المرحلة الأولى: مرحلة التحضير وحشد الطاقات عبر العمل السياسي والشعبي والاعلامي في المساجد والجامعات والاتحادات والكراسات والمناشر والنشرات السرية. والمرحلة الثانية: هي بدء الكفاح والجهاد المسلح وكانت لها الدور الكبير في ايجاد الثقة بالنفس في الشعب الفلسطيني كالاشتباك الاستشهادي بتاريخ 6/10/1987 مع القوات الصهيونية. والمرحلة الثالثة: حضور حركة الجهاد الاسلامي الفلسطيني بشكل يومي في كافة احداث الانتفاضة. ومرت اسابيع عديدة كي تلتحق باقي القوى الاسلامية والوطنية للانتفاضة وتنظيم صفوفها للمشاركة بقوة في الانتفاضة.([17]) لقد تأسست حركة حماس في عام 1987 وهي ملخصة من اسم (حركة المقاومة الاسلامية في فلسطين) وتعتبر هذه المنظمة احدى ابرز المنظمات الفلسطينية المعادية للصهيونية. وتستخدم حماس تارة اسم اخوان المسلمين في غزة والضفة الغربية وتارة تطلق على الجناح العسكري للاخوان المسلمين.([18]) ويرى ابو غنيمة وهو من الوجوه البارزة للاخوان المسلمين في الاردن ان حماس الحركية ليست حركة جديدة بل ان الحركة الأم التي تميل لها حماس وهي حركة الأخوان المسلمين.([19]) فعلى اية حال، ان حماس هي حركة لانقاذ الشعب الفلسطيني فهي اكثر من غيرها من الحركات ـ باستثناء حركة الجهاد الاسلامي ـ تعتمد على الشعب وانها تولي اهمية للكفاح الثقافي والسياسي اكثر من الجهاد العسكري ولذلك انها تختلف عن حركة الجهاد الاسلامي. وتربط حماس علاقات تعايش سلمي مع منظمة التحرير الفلسطينية([20]) وباقي المنظمات الفلسطينية رغم ما لديها من بعض الخلافات معها كمخالفة حماس للقومية القومية العربية، في حين لا تربط حركة الجهاد الاسلامي علاقات مع المنظمات الفلسطينية العلمانية كمنظمة التحرير الفلسطينية([21]). وبعبارة اخرى تولي حركة حماس بقيادة المرحوم الشيخ احمد ياسين كذلك احتراماً للحركات الوطنية وغير الدينية وتصافحها طالما لا تمنح الأخيرة خيارها الى الشرق الشيوعي او الغرب الصليبي.([22]) الانتفاضة واسرائيل تركت الانتفاضة الفلسطينية او الانتفاضة تأثيراً كبيراً على اسرائيل وفيما يلي اهمها: 1ـ لقد ادى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في الأراضي المحتلة وفشل اسرائيل في قمعها الى تقوية النزعة السلمية في اسرائيل مما دى ذلك الى رغبة نحو السلام والى تأسيس مجلس السلام والامن في اسرائيل والذي تشكل بمشاركة 30 من كبار القادة العسكريين الاسرائيليين ويحاول هذا المجلس ان يثبت بأن غض النظر التدريجي عن المناطق المحتلة (غزة والضفة الغربية) من جانب اسرائيل لا يؤدي الى انخفاض الامن بل سيؤدي ذلك الى زيادة الأمن لاسرائيل.([23]) 2ـ استخدام اسرائيل اساليب العنف لاطفاء جذوة الانتفاضة ككسر عظام ايدي وارجل المتظاهرين الفلسطينيين وقد اثار هذا الموضوع معارضة الرأي العام العالمي وحتى ان ردود فعل اليهود في اميركا مما دفع رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق الى زيارة اميركا للتخفيف من حالة الاضطراب ومعارضة اليهود الاميركيين وذلك لتبرير الاجراءات الاسرائيلية وليقول لهم بأن طغيان الفلسطينيين غير موجه للمناطق المحتلة فقط وانما يستهدف اسرائيل برمتها.([24]) 3ـ لقد ادت الانتفاضة الى تصعيد الخلافات بين المسؤولين الاسرائيليين والى ظهور خلاف واضح بين الاحزاب الاسرائيلية من جانب وبينهم واميركا من جانب آخر. كمثال على ذلك قدمت اميركا لاسرائيل اقتراحأً حول منح الحكم الذاتي المحدود للفلسطيين في الاراضي المحتلة لاخماد انتفاضة الشعب الفلسطيني وقد قوبل هذا الاقتراح الاميركي بدعم من جانب شيمون بيريز لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي وشامير عارضا هذا الموضوع.([25]) 4ـ لقد كلفت نفقات قمع الانتفاضة الفلسطينية اسرائيل ثمناً باهضاً بلغ مليون و650 الف دولار في اليوم الواحد وكانت الاضرار المباشرة وغير المباشرة التي لحقت باسرائيل جراء الانتفاضة كثيرة جداً ومنها في جانب البناء وانخفاض الموارد السياحية وتدني الانتاج العام بنسبة 3% وانخفاض اجور العمل بنسبة 8% وحصول العجز في الموازنة التجارية. كما ادت الانتفاضة الفلسطينية الى زيادة التضخم بنسبة 28% وارتفاع نسبة البطالة بنسبة 2ر7 وزيادة النفقات العسكرية واعتبر مركز الدراسات الاستراتيجية لجامعة تل ابيب بأن الانتفاضة الفلسطينية ادت الى فقدان معنويات الجيش الاسرائيلي وانتقاد اوروبا واميركا لاسرائيل وزيادة العنف الداخلي وانعدام الاعتبار الدولي لاسرائيل.([26]) فتح والانتفاضة التأثير الذي تركته الانتفاضة على منظمة التحرير الفلسطينية كان معقداً ومتعدد الجوانب. وقد ادى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الى اخراج زمام الكفاح المعادي لاسرائيل من سلطة ياسر عرفات. وقد ادانت الانتفاضة الموقف المساوم لمنظمة التحرير الفلسطينية مع اسرائيل وكذلك انها هددت بمواقفها كيان منظمة التحرير الفلسطينية والحقت اضراراً بمكانة هذه المنظمة باعتبارها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني ولذلك انها افشلت جهود ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني نحو ايقاف الانتفاضة ولم تسفر كذلك جهود عرفات لتغيير نمط مكافحة الانتفاضة من حالة العداء الى الحالة السلمية عن نتيجة تذكر. ولم يقبل الشعب الفلسطيني الثوري توصية عرفات هذه التي دعا فيها الى تسيير مسيرات هادئة.([27]) والنقطة الأخرى هي ان اضعاف منظمة التحرير الفلسطينية او حذفها من الساحة السياسية يضران باسرائيل ويجعل اسرائيل مضطرة للتفاوض مع الاصوليين الاسلاميين كحركة حماس حول القضايا المتعلقة بفلسطين. فعليه ترجح اسرائيل السبل السلمية لمنظمة التحرير الفلسطينية على المواقف العدائية المتخذة من جانب المجموعات الاصولية ولذلك انها توجهت نحو تقوية علاقاتها مع منظمة التحرير الفلسطينية مما اسفرت عن تحقيق بعض النتائج حتى الآن للجانبين ومنها: 1ـ موافقة اسرائيل على منح الحكم الذاتي الفلسطيني في غزة واريحا عام 1993 وتطبيقه في عام 1994 وتوسيعه ليشمل الضفة الغربية لنهر الاردن عام 1995 وذلك لمنع توسيع نطاق الانتفاضة الفلطسينية وقال شيمون بيريز في هذا الجانب ان عدداً من اصدقائي وكذلك الكثير من الاعداء يسألون لماذا انشد السلام رغم كوني عسكرياً في الجيش الاسرائيلي منذ 26 عاماً؟ غير اني اقول لهم السبب في ذلك هو ان سبيل الحرب بات عقيماً غير مجدي([28]). 2ـ ميول اسرائيل نحو منظمة التحرير: لقد احيت الانتفاضة الفلسطينية دور منظمة التحرير الفلسطينية مرة اخرى بعد ان كادت ان تخرج من الحلبة السياسية ويرى شيمون بيريز بأن عرفات كان قد وصل المكان الذي لم يعد امامه سبيلاً آخر سوى التفاوض والمساومة. ويقول وزير البيئة الاسرائيلي السابق حول هذا الموضوع ان منظمة التحرير الفلسطينية ستتحد مع اسرائيل في مقابل حماس فينبغي على الحكومة الاسرائيلية ان تعترف بالمركزية الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات لأن هذه المنظمة هي الحليف الاساسي لنا أمام حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية حماس.([29]) فالمعتقدات المماثلة (كمبدأ التوحيد والنبوة) وعدو مشترك (كأميركا واسرائيل) واهداف واحدة (كالقضاء على الظلم والضياع) هي قواسم مشتركة اتاحت مجالات التأثير المتبادل للقيم الانسانية في العالم الاسلامي. لكن اندلاع الثورة الاسلامية منح عمقاً اكبر للقواسم المشتركة بين المسلمين وزاد من أثر أهداف وتطلعات الثورة الاسلامية في البلدان الاسلامية كفلسطين.([30]) الشاه واسرائيل يستدعي فهم مدى تأثير الثورة الاسلامية على الحركات الاسلامية الفلسطينية وعلى الانتفاضة الفلسطينية القاء نظرة عابرة على سوابق العلاقات التي كانت قائمة بين ايران واسرائيل. بعد عام من تأسيس اسرائيل اعترف رئيس الوزراء الايراني بالكيان الصهيوني المحتل للقدس اعترافاً مؤقتاً (دوفاكتو)([31]). وفي عملية النهضة الوطنية لتأميم النفط قطعت ايران علاقات التعاون مع اسرائيل لكن محمد رضا بهلوي امر في عام 1954 بارساء التعاون مع اسرائيل وعقد معها اول عقد لبيع النفط. واصبح هذا العقد النفطي في عام 1957 علنياً وارتفع حجم النفط الايراني المصدر الى اسرائيل بعد ثلاث اعوام من العقد الى الضعفين لما كانت عليه، لكن مستوى التعاون بين البلدين قبل عام 1958 عندما شعرت كل من اسرائيل وايران بالخطر الذي يشكله الاتحاد والوحدة المبرمة بين مصر وسوريا (الجمهورية العربية المتحدة) قاما بتوسيع علاقاتهما السياسية وبذلك وصل اول ممثل سياسي اسرائيلي الى طهران في عام 1958 وبعدها بعام واحد تم فتح المكتب السياسي الايراني في تل ابيب. واخيراً وفي اواخر الخمسينات صرح الشاه في لقاء صحفي اجراه معه رئيس تحرير صحيفة كيهان بالاعتراف باسرائيل بشكل تلويحي.([32]) وقد اتسعت هذه العلاقات بين ايران واسرائيل مع تسنم هويدا منصب رئيس الوزراء في ايران وزيارة رئيس اركان الجيش الاسرائيلي عزرا وايزمن ورئيس الوزراء الاسرائيلي ليفي اشكول لايران توسعت هذه العلاقات وطلب الشاه في عام 1967 من البلدان العربية الاعتراف رسمياً بوجود اسرائيل وتأسست في عام 1969 شركة نفط ما وراء اسيا لتوفير النفط الاستهلاكي لاسرائيل وتصدير النفط الايراني الى اوروبا. وفي هذا العام اعترف الشاه باسرائيل بشكل علني وذلك في حديث اجراه معه مراسل بريطاني، اضافة الى ذلك لعبت ايران دوراً في تحقيق التقارب بين مصر واسرائيل وعقد اتفاقية كمب ديفيد.([33]) وقد واجه تعاون نظام الشاه مع اسرائيل احتجاجاً من جانب رجال الدين (كآية الله كاشاني) والشعب والمجموعات السياسية (كفدائيان اسلام)([34]) والفلسطينيين وخاصة معارضة الامام الخميني (قدس سره) الواضحة لذلك. كما اثار اعتراف الشاه باسرائيل ردود فعل آية الله كاشاني([35])ورئيس جامع الازهر بمصر الشيخ شلتوت وآية الله بروجردي وقطع العلاقات بين مصر وايران. وقد اتسعت الاجواء المعادية لاسرائيل في ايران مع دخول الامام الخميني (رض) حلبة النضال السياسي ضد الشاه. وفي عام 1963 هاجم الامام الخميني (رض) الشاه واسرائيل في كلمة من على المنبر عصر يوم عاشوراء واعتبر كافة المشاكل التي تعاني منها ايران بأنها ناجمة عن اسرائيل. وفي عام 1968 اصدر فتوى تجيز للمواطنين الايرانيين صرف جانب من الحقوق الشرعية كالزكاة والصدقات على تسليح وتجهيز المجاهدين الفلسطينيين. وفي عام 1973 دعا سماحته البلدان الموجودة في خط المواجهة مع اسرائيل ان تواصل حربها ضد اسرائيل بصمود. وفي عام 1968 وصف الإمام الخميني احد اسباب انتصار الثورة الاسلامية بأنه كان يعود الى دعم نظام بهلوي المفتوح لاسرائيل. ولعل الشهيد فتحي الشقاقي الامين العام السابق لحركة الجهاد الاسلامي الفلسطيني كان قد قال لهذا السبب بأن اخطر قضية في القرن هي القضية الفلسطينية التي كانت في صدر اهتمامات رجل القرن الأول (الإمام الخميني قدس سره).([36]) فقدان الشرعية السياسية لاسرائيل في بداية عام 1979 كان الإمام الخميني يتحدث منذ 20 عاماً([37]) عن عدم شرعية اسرائيل. والشعب الايراني بدوره كان على عكس رغبة نظام الشاه الظالم يحمل الكراهية لاسرائيل وعملائها واعتبر بقيادة وزعامة الامام الخميني (قدس سره) اقامة اية علاقة تجارية او سياسية مع الكيان الصهيوني امر محرم ويناهض الاسلام، اضف الى ذلك كان الشعب الايراني لا يعترف باسرائيل ولم يمنح أي حق لكيان تلك الدولة. وفي نهاية المطاف اتسعت دائرة عدم اعتبار شرعية لاسرائيل وباقي المواقف المناوئة لاسرائيل الى الحد الذي تحول هذا الموضوع الى احد مجالات انتصار الثورة وقد ذكر الامام الخميني في هذا الجانب: ان احد اسباب انتفاضة الشعب الايراني ضد الشاه كان دعمه المفتوح لاسرائيل الغاصبة. فعليه كان احد الاسباب التي جعلتنا نقف بوجه الشاه يعود الى مساعدته لاسرائيل.([38]) وبعد انتصار الثورة الاسلامية بقي موقف الايرانيين حيال اسرائيل يتمثل في اعتبارها الصهيونية الكافرة والصهيونية المجرمة والدولة الغاصبة وجرثومة الفساد والغدة السرطانية. ولذلك وبعد اقل من اسبوع من انتصار الثورة الاسلامية الايرانية قال الامام الخميني في لقائه مع كبار المسؤولين الفلسطينيين: (اليوم ايران وغداً فلسطين) وقد اوضح بذلك الأولوية في السياسة الخارجية لايران الاسلامية. وكان يعتبر الامام الخميني (قدس سره) دعم مشروع استقلال اسرائيل والاعتراف بها رسمياً بأنه يشكل كارثة للمسلمين. معتبراً معارضة ذلك يشكل واجباً كبيراً. فالإمام الخميني دعا المسلمين من جانب الى محاربة اسرائيل، إذ كان يقولها بصراحة (يجب ازالة اسرايل من الوجود) ومن جانب آخر كان يحذر كافة الذين ينوون الاعتراف باسرائيل ليخشوا سخط الشعب الايراني.([39]) وتعتمد العلاقات بين ايران والحركات الفلسطينية على المواقف التي تتبناها هذه الحركات تجاه اسرائيل. فالدعم الذي قدمته منظمة التحرير الفلسطينية للنظام العراقي في حربه المفروضة ضد ايران ودعمها للمنافقين قد اسفر عن العلاقات بين ايران وهذه المنظمة الا انها لم تنقطع هذه العلاقات او عدم اعتبار مندوب منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الوحيد الرسمي للشعب الفلسطيني، ولكن عندما كفت منظمة التحرير الفلسطينية عن موقفها بعدم شرعية اسرائيل وحذفت شعار الكفاح المسلح ضد اسرائيل من اعلانها الوطني لم تعد ايران بعد ذلك تعتبر هذه المنظمة ممثلاً وحيداً للشعب الفلسطيني وفي مقابل ذلك حظيت الانتفاضة الذاتية للشعب الفلسطيني القائمة على رفض شرعية الكيان الاسرائيلي منذ بدايتها بدعم الحكومة الايرانية والشعب الايراني حيث بات يعتبر العالم بأسره بأن ايران الاسلامية هي الداعم والحامي المخلص لهذه الانتفاضة.([40]) الاسلام هو السبيل الوحيد لانقاذ فلسطين لقد ظهر في العقدين الاخيرين تحول جديد في القضية الفلسطينية في احلال الحلول الاسلامية لها محل الحلول القومية والشيوعية التي كانت مطروحة سابقاً وقد جاء هذا التحول نتيجة عدم توصل البلدان العربية والمنظمات الفلسطينية الى نتيجة ملموسة لانقاذ فلسطين اعتماداً على الروس. ومع موت جمال عبدالناصر وانهيار الاتحاد السوفييتي فقدت الفكرة الوطنية والشيوعية آليتها الضئيلة في محاربة اسرائيل في حين اثبت الاسلام مقدرته على ذلك من خلال اطاحته بالنظام الشاهنشاهي الايراني. فعليه تأكدت الحركة الفلسطينية من ان الطريق الوحيد الفاعل للخروج من مأزق نضالها غير المثمر هذا هو الاسلام. ويقول الشيخ محمد ابو طير وهو احد رجال الدين المناضلين في الانتفاضة الفلسطينية: الاسلام هو السبيل الوحيد لتحرير فلسطين كما يرى الجهاد الاسلامي الفلسطيني بأن القضية الفلسطينية هي قضية اسلامية وليست وطنية ترتبط بالفلسطينيين وحدهم او انها قضية عربية تخص العرب فقط.([41]) هناك الكثير من الدلائل تشير الى حصول تغيير في طبيعة الحركة الفلسطينية وتعتبر الانتفاضة واسلوبها وخصائصها احد هذه الدلائل. إن عدم تبعية الانتفاضة للمجموعات والمنظمات الفلسطينية الداخلية والدول الاجنبية واحلال طريقة شاملة سياسية وعسكرية وثقافية محل السبل المسلحة او السلمية وتبديل المساجد بمصادر توحي بالروح الاسلامية والثبات والتضامن بين المناضلين وزيادة عدد المساجد وتزايد حضور ابناء الشعب في صلاة الجمعة والجماعات ونشر المجلات الثورية كمجلة الطليعة الاسلامية ومهاجمة محلات بيع الخمور بشكل متكرر في العقدين الاخيرين تشكل جميعها توجه الحركة الفلسطينية نحو الاسلام.([42]) يقول احد قادة منظمة الجهاد الاسلامي في هذا الجانب: (ان الثورة الايرانية هي التي وضعت امامنا عهداً جديداً وجعلتنا ان ننظر الى القضية الفلسطينية من الزاوية الاسلامية الخاصة). لذلك انهم يعتبرون الإمام الخميني (قدس سره) قائداً لهم ويرون الثورة الاسلامية الوسيلة الوحيدة لانقاذ فلسطين. يقول هاني الحسن الذي كان السفير الاول لفتح في طهران: (اننا ابناء ثورة واحدة وقائدنا قائد واحد وهوالامام الخميني). كما يقول الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في هذا المجال: (يبدو ان المصير قد حتم على ان القدس ستحرر بيد شعب غير عربي).([43]) عودة حياة الاسلام الى فلسطين يعود فضل تجدد حياة الاسلام مرة اخرى في العالم وخاصة في فلسطين الى الثورة الاسلامية. كما ان جانباً من الاهتمام بتجدد حياة الاسلام في فلسطين يعود الى تأثير اجراءات الجمهورية الاسلامية الايرانية حول فلسطين وكان قبول كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية في الأيام الاولى من انتصار الثورة الاسلامية وتحويل مبنى القنصلية الاسرائيلية الى سفارة فلسطين ومنح ممثل حركة فتح في ايران لقب سفير فلسطين([44]) واعلان آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يوماً عالمياً للقدس([45]) وتقديم المساعدات المالية والإنسانية والدعم الدبلوماسي والسياسي للحركة الفلسطينية ومعارضة عمليات المهادنة والسلم في الشرق الأوسط وتأسيس صندوق دعم الشعب الفلسطيني يشكل جانباً من هذه الاجراءات.([46]) تعتبر الثورة الاسلامية الايرانية الدافع الرئيسي لحركة الانتفاضة والانبعاث الاسلامي في فلسطين المحتلة وخاصة في شريط غزة والضفة الغربية. ويقول الشيخ عبدالعزيز عودة وهو الزعيم المعنوي لحركة الجهاد الاسلامي: لقد كانت ثورة الامام الخميني اهم جهد واحدث جهد نحو الصحوة الاسلامية لاتحاد الشعوب الاسلامية. كما يكتب مستشار الامن القومي لادارة الرئيس الاميركي الاسبق كارتر بيغينيو برجنسكي: إن انبعاث حياة الاسلام الاصولي في كافة ارجاء المنطقة بعد سقوط الشاه والتوترات الناجمة عن ايران الامام الخميني قد اوجدت مخاطر مستمرة لمصالحنا في المنطقة التي يعتمد عليها العالم الغربي بشكل كامل.([47]) فعليه لقد اوجدت الثورة الاسلامية مفهوماً جديداً عن الاسلام والقرآن في المجتمعات الاسلامية وفي المجتمع الفلسطيني السني. وقد أدى ذلك الى تشديد وتيرة المعارضة للحكومات الفاسدة والقمعية ووسعت من المحاربة العلنية للتعاليم المفروضة المناوئة للدين. وزادت من زخم جهودها لتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية ووسعت من ردود فعل المسلمين تجاه الغرب والانبهار بالغرب وقضت على حالة انعدام الأمل الذي كان سائداً في اواخر السبعينات. ويعود احد اسباب فشل منظمة التحرير الفلسطينية في كفاحها ضد اسرائيل الى عدم فهمها للظروف الجديدة التي اوجدتها الثورة الاسلامية في العالم لكن الحركة الاسلامية الفلسطينية الحديثة كانت على عكس حركة فتح اذ انها جعلت انماط الثورة الاسلامية اساساً لكفاحها ضد الصهاينة. ويقول الشيخ اسعد التميمي وهو من قادة الحركة الفلسطينية: لقد كان الإسلام غائباً عن ساحة صراع العرب ضد اسرائيل حتى عهد الثورة الايرانية وكان حتى المسلمين يستخدمون كلمات النضال والكفاح بدل الجهاد والثورة الايرانية قد وجهت هذه الحقيقة (الاسلام هو الحل والجهاد يكون الوسيلة الرئيسية فيه) نحو الاراضي الفلسطينية. ويقول الشيخ عبدالله الشامي وهو من الشخصيات الفلسطينية الاصولية: لقد تركت الثورة الاسلامية في ايران اثراً بالغاً على الثورة وعلى الشعب الفلسطيني وقد فهم الشعب الفلسطيني بعدها بأنه بحاجة الى القرآن والسلاح لتحرير فلسطين. وقد دخلت هذه الفكرة اولاً في حركة الجهاد الاسلامي الفلسطيني وبعدها انتشرت بذورها في الاراضي الفلسطينية.([48]) فلسطين والثورة الاسلامية ان التأثير الذي تركته الثورة الاسلامية على فلسطين لا ينتهي بما تقدم بل هناك مجالات اخرى من التأثير يمكن الاشارة اليها: 1ـ لقد شكل تبلور النظام الاسلامي في ايران افضل انموذج واهم مطلب سياسي للمناضلين الفلسطينيين المسلمين. وتوجه هؤلاء المناضلين الفلسطينيين الى الأساليب الحربية المسلحة لتشكيل الحكومة الاسلامية (كحركة الجهاد الاسلامي) او السبل السلمية (كحماس). وهذا لا يعني بأن الفلسطينيين كافة يطالبون بحكومة اسلامية بل ينوي البعض من المجموعات الفلسطينية تطبيق الشريعة الاسلامية وليس تشكيل حكومة اسلامية. 2ـ الحركة الاسلامية الفلسطينية، هي كالثورة الاسلامية الايرانية تنبع من المساجد وتنتهي اليها. وحتى الطلبة الثوريين باتوا ينظمون تحركهم المناوئ للصهيونية من مساجد الجامعات وبذلك اصبحت المساجد تتمتع برونق جديد وقد زاد من عديد المصلين في المساجد وتحولت المساجد الى مراكز للمعارضة ضد الحكومة الاسرائيلية ولذلك اطلق اسم ثورة المساجد على الانتفاضة.([49]) 3ـ يؤكد اليوم انصار الثورة الاسلامية ضرورة وحدة كافة الفئات والمذاهب لبلوغ النصر في الحركة الاسلامية الفلسطينية ويعتبرون النهج الاسلامي المحمدي الأصيل والانتفاضة بتأثير من الثورة الاسلامية وتوحيد الصفوف ادوات فاعلة لتحقيق النصر ولذلك انهم لا يؤكدون على الجوانب الباعثة للخلاف. وفي الواقع بات المسلمون يعون مقدرة الاسلام في تعبئة الطاقات كما انهم ادركوا عدم فاعلية انماط المثقفين المستغربين لانقاذ فلسطين. 4ـ لقد جاءت ولادة وظهور بعض المجموعات الفلسطينية المناضلة كمنظمة الجهاد الاسلامي وحماس بتأثير الثورة الاسلامية. وقد انشقت هاتان الحركتان من حركة الاخوان المسلمين المصرية بسبب خمولها وركودها ومواقفها الانفعالية كي تتمكنا من خلال الاستقطاب والتنظيم الجديدين كفاحهما العسكري والسياسي. ومع ذلك تأثرت حركة الاخوان المسلمين الفلسطينية التي تنهج نهجاً سلمياً بالثورة الاسلامية إذ زادت من نشاطها الثقافي والديني والاجتماعي.([50])الهوامش -------------------------------------------------------------------------------- [1]– كاتب وباحث في الحوزة والجامعة. [2] ـ فرهنك علوم سياسي (قاموس العلوم السياسية) آقا بخش، ص 170، فرهنك تاريخي ايران وخاورميانه (القاموس التاريخي والسياسي لايران والشرق الاوسط) علي بابائي، ج1، ص 63. الانتفاضة؛ حماسه مقاومت فلسطين، جميله كديور، ص 17. [3] ـ نفس المصدر. [4] ـ في عام 1921م حركة الانتفاضة ضد الهيمنة البريطانية وتوسيع الصهيونية، وفي عام 1932 حركة الشيخ عز الدين القسام المعادية للانجليز واليهود وفي عام 1939 انتفاضة الحاجد امين الحسيني. [5] ـ الانتفاضة آخر سبيل للخلاص، صحيفة اطلاعات (15 تير 1377) ص 8. [6] ـ الانتفاضة والطرح الاسلامي المعاصر. فتح ابراهيم الشقاقي ص 148. [7] ـ نفس المصدر، ص 23 و24. [8] ـ نفس المصدر، ص 86 و28 (الانتفاضة آخر سبيل للخلاص) صحيفة اطلاعات (15 تير 1377). [9] ـ الانتفاضة وطرح اسلامي معاصر، فتحي الشقاقي، ص 86. [10] ـ جبهة الانقاذ الوطني الفلسطيني، زامل سعيدي، ص 126. [11] ـ الانتفاضة: حماسة مقاومة فلسطين، كديور ص 21. [12] ـ نفس المصدر، ص 150 ـ 152. [13] ـ مقصود رنجبر، حزب الله لبنان، تصويري از انقلاب اسلامي (صورة اخرى من الثورة الاسلامية)، هفته نامه بكار، الحوزه العدد 161 (18 بهمن 1382) ص 6 ـ 5. [14] ـ بعد استشهاد فتحي الشقاقي تولى قيادة الحركة الدكتور رمضان عبدالله. [15] ـ ذكرت بعض المصادر تاريخ انشقاق وبلورة الجهاد الاسلامي في اواخر السبعينات. [16] ـ انتفاضة، حماسه مقاومة فلسطين، كديور، ص 152 ـ 153. [17] ـ انتفاضه ىخرين راه رهائي، صحيفه اطلاعات (15 تير 1377) ص 8. [18] ـ الحركات الاسلامية في فلسطين، زياد ابو عمر، ترجمه هادي صبا، ص 66 ـ 69، ص 77. [19] ـ حركة الجهاد الاسلامي لا تعتبر فتح ممثلة عن كل فلسطين. [20] ـ محمد اسماعيل خدادادي، (يهود وانتفاضة از ريشه تا امروز) اليهود والانتفاضة من الجذور وحتى اليوم، اسبوعية بكاه الحوزه، العدد 110 (11 آذر 1382) ص 20 ـ 17. [21] ـ الحركات الاسلامية في فلسطين، ابو عمرو، ص 66 ـ 69 و79. [22] ـ الانتفاضة والطرح الاسلامي المعاصر، فتحي الشقاقي، ص 133 و137، اسرائيل قاعدة الامبريالية والحركات الاسلامية في فلسطين، سيد هادي خسروشاهي، ص 150. [23] ـ وجهة نظر القادة العسكريين للكيان الصهيوني حول مستقبل الضفة الغريبة وشريط غزة، صحيفة اطلاعات (17 مرداد 1376) ص 8. [24] ـ مجالات قبول مشروع غزة ـ اريحا من جانب فتح، صحيفة اطلاعات (25 دي 1372) ص 12. [25] ـ نفس المصدر. [26] ـ العزلة السياسية للنظام الصهيوني، صحيفة اطلاعات (9 فروردين 1367)، ص 12، (الانتفاضة اخر سبيل الخلاص) صحيفة اطلاعات (15 تير 1377) ص 5. [27] ـ (تصريحات احمد جبريل حول الانتفاضه في الاراضي المحتلة) صحيفة اطلاعات (25 تير 1368) ص 12. صحيفة اطلاعات (28 شهريور 1372) آخر صفحه. [28] ـ نفس المصدر. [29] ـ نفس المصدر. [30] ـ الحركات الاسلامية والثورة الاسلامية الايرانية، كليم صديقي، ترجمة سيد هادي خسروشاهي، ص 65، فلسطين من وجهة نظر الامام الخميني (ره) مؤسسه تنظيم ونشر آثار الامام الخميني (رض)، ص 201، مواجهة الثورة الاسلامية واميركا، جميلة كديور، ص 98. [31] ـ اعتراف دوفاكتو يعني الاعتراف المؤقت. [32] ـ السياسة الخارجية الايرانية في عهد بهلوي، عبدالرضا هوشنك، مهدوي ص 283 و385 و 39 و442. [33] ـ نفس المصدر، 386 ب 393 ب 453. [34] ـ فدائيان اسلام، هي منظمة اسسها نواب صفوي. [35] ـ آية الله كاشاني حتى دعا في عام 1947 الشعب الى التظاهر ضد اسرائيل وخصص حساباً مصرفياً لدعم الشعب الفلسطيني. [36] ـ الانتفاضة والطرح الاسلامي المعاصر، فتحي الشقاقي، ص 105 و111 و116 و119 و120. [37] ـ اشارة الى تصريح الامام الخميني (رض) الذي قال فيه: (أنا ومنذ ما يقرب عن 20 عاماً أوصي كافة البلدان العربية للاتحاد فيما بينها وطرد هذه المادة المفسدة) ر ك: صحيفة النور، الامام الخميني (ره) ج6، ص 116. [38] ـ فلسطين از ديدكاه امام خميني (فلسطين من وجهة نظر الإمام الخميني رض)، مؤسسة تنظيم ونشر آثار الامام الخميني (رض) ص 1 و38 و43 و45 و97 و103. [39] ـ نفس المصدر ص 46 و48 و52 و60 و101 و85 و129 و130 و175. [40] ـ علاقات الجمهورية الاسلامية الايرانية مع منظمة التحرير الفلسطينية محمدي، ص 19. [41] ـ فلسطين من وجهة نظر الامام الخميني (رض) مؤسسة تنظيم ونشر آثار الامام الخميني (رض) ص 197 ـ 204 صحيفة اطلاعات، 22 آذر عام 1368 مواجهة الثورة الاسلامية مع اميركا، كديور، ص 114. [42] ـ نهضت هاي اسلامي در انقلاب اسلامي (الحركات الاسلامية في الثورة الاسلامية)، صديقي، 69 ـ 70، صحيفه اطلاعات (6 دي 1366) فلسطين من وجهة نظر الامام الخميني (رض)، مؤسسه تنظيم ونشر اثار الامام الخميني (رض) ص252. [43] ـ الانتفاضة، الطرح الاسلامي المعاصر، فتحي الشقاقي، ص 123، مواجهة الثورة الاسلامية واميركا، كديور، ص 114. [44] ـ منح عنوان السفير لممثل فتح في طهران كان اول خطوة سياسية مثيرة حول فلسطين. [45] ـ الاعلان عن آخر جمعة من شهر رمضان المبارك كيوم عالمي للقدس جاء من جانب الامام الخميني (رض) في العام الاول من تشكيل الجمهورية الاسلامية الايرانية. [46] ـ مواجهة الثورة الاسلامية الايرانية واميركا، كديور، ص 97 ـ 103. [47] ـ نفس المصدر ص 97 ـ 98 و114. [48] ـ نفس المصدر. [49] ـ علي امين ، انقلاب اسلامي ومسأله فلسطين (الثورة الاسلامية وقضية فلسطين)، (طراف، نيروي مقاومت بسيج سباه، 1381) ص 34 ـ 31. [50] ـ استفدنا في هذا القسم اضافة الى المصادر السابقة من المصادر التالية: أ ـ انقلاب اسلامي ايران وجنبشهاي اسلامي در خاور ميانه عربي (الثورة الاسلامية الايرانية والحركات الاسلامية في الشرق الاوسط العربي) حميد احمدي، مجموعة مقالات حول العالم الثالث ص 17 ـ 157. ب ـ المكاسب العظيمة للثورة الاسلامية الرائعة في العالم ج2، منظمة الثقافة والاتصالات الاسلامية، ص 3 ـ 48.