ـ(215)ـ ودعا إلى إدخال السرور على قلوب المؤمنين: (أحب الأعمال إلى الله عز وجل إدخال السرور على المؤمنين)(1). ودعا صلى الله عليه وآله وسلم إلى حسن الخلق وعدم المقابلة بالمثل: (ثلاث من مكارم الأخلاق: تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك)(2). وبهذه السيرة والتربية المتواصلة استطاع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان يوازن بين الانتماء والولاء الأساسي وسائر ألوان الانتماءات والولاءات، فلم يهمل جانبا أو يلغي خصوصية، فاستطاع ان يجمع المسلمين على اختلاف انتماءاتهم حول انتماء واحد مع مراعاة غيره، وجعل الولاء لله وللقيادة وللمسلمين هو الحاكم على جميع ألوان الولاءات، فانطلق المسلمون نحو تحقيق الأهداف الإسلامية الكبرى واستطاعوا تشييد حضارة إنسانية كبرى بتحكيم المنهج الإسلامي والتعالي على الأطر الضيقة وجعلها تدور في الأفق المحدود لها. اننا في المرحلة الراهنة بحاجة إلى الانطلاق نحو الهدف المشترك الذي يجمعنا في انتماء واحد وولاء واحد، وأن نتعالى على النظرة الجزئية وضيق الأفق، وان نتعامل مع انتمائنا المذهبي تعاملا موضوعيّاً ضمن الانتماء الكبير للإسلام ولمفاهيمه وقيمه، وان نزيل الحواجز التي خلفتها أخطاء الماضي، وان ننطلق نحو تحقيق الوحدة الإسلامية ابتداء بضمائرنا وعقولنا ثم مواقفنا العملية، في مرحلة اتحد فيها أعداء الإسلام ـ على الرغم من اختلافهم العقائدي والسياسي ـ لمواجهة الإسلام والصحوة الإسلامية. ________________________________ 1 ـ الكافي 2: 189. 2 ـ تحف العقول: 6.