ـ(437)ـ العميقة للكون والإنسان والحياة، وقد نظرت بعض الأديان والأنظمة إلى أن المحسوس يتعارض مع الغيب. ولذلك كان مزج المادة بالروح واجب، ليكون للروح أثر يظهر في المادة، وفي توجيهها نحو غاية سامية. ولهذا يجب ان يقضي حسب فلسفة هذا النظام على كل ما يمثله الناحية الروحية عن الناحية المادية. ولذلك فلا رجال دين في الإسلام، وليس سلطة دينية. ولا سلطة زمنية منفصلة عن الدين، بل الإسلام دين منه الدولة، وهي وسيلة لتنفيذ النظام. فسلطان الإسلام واحد يشرف على الدين والدولة، وهي وسيلة لتنفيذ النظام. فسلطان الإسلام واحد يشرف على الدين والدولة. ويجب إلغاء كل ما يشعر بتخصيص الدين بالمعنى الروحي، وعزله عن السياسة والحكم، وفصل المادة عن الروح كما عند النصرانية، وهكذا سلك الاستعمار إلى التغريب كل سبيل. وتغلغل في كل الميادين والفنون والقانون والتربية والتاريخ وغيره. واستعان عليه بالبرامج التعليمية والإعلامية والمؤتمرات التي يتعاون فيها المستغربون والمستشرقون على توجيه الفكر الإسلامي والهيئات الإسلامية ورجالات الدولة والعلم والفكر. وكان أهم ما اعتمد عليه من أساليب نشر الاهتمام بالآثار وتوجيهها لتدعيم العصبيات الإقليمية والعناية بالدراسات المقارنة التي تزعمها: السنهوري وتلامذة مدرسته التغريبية الفكرة والمنهج القانوني المقارن امتدادا لمدرسة محمد عبده المقارنة بين الإسلام وغيره في دراسة وتدريس الشريعة الإسلامية والقوانين الغربية وهي عين ما يطلبه الاستعمار، ويعمل لـه لتبديل الشريعة بالقانون، وهي شر الحلول الغربية التي تأثر بها المسلمون والتي يصف جب (1) دورها في العالم الإسلامي ومستقبل التغريب وما يصحبه من تعديلات لمعرفة المقياس الصحيح للنفوذ الغربي ________________________________ 1 ـ جب : الاتجاهات الحديثة في الإسلام : 107.