ـ(288)ـ وقال الإمام علي كرم الله وجهه بذكر واجبات أمام الحكومة الإسلامية "أن الله فرض على أئمة العدل ان يقدروا معيشتهم على قدر ضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره. أسس الحكومة الإسلامية توحيد الله تعالى(لا اله إلا الله). جاء الإسلام فأبطل ما كان عليه العرب من عبادة غير الله تعالى، وقرر التوحيد المطلق لله في الذات والصفات، والتوجه لـه بالعبادة ومنه جاء في القرآن: ?وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ?(سورة البقرة: 163). فالتوحيد هو القاعدة الأولى في الإسلام التي يجب ان يؤمن بها قلب المسلم، وينطق بها لسانه بقوله: أشهد أن لا اله إلا الله فكلمة "الله" هو الاسم الذي يطلق على الخالق، وكلمة لا اله استعملت للدلالة على المعبود أيا كان فكلمة لا اله نفي لكل معبود في الوجود وأبطالا لعبادته وكلمة إلا الله إثبات لعبادة المعبود بحق وهو الله سبحانه. فشهادة المؤمن "لا اله إلا الله" هي اعترافه بلسانه مع اعتقاده بقلبه عن علم ويقين ان لا معبود إلا الله، والشهادة بهذا هي الشهادة بوجود الله وبوحدانيته. القرآن يستهل خطابه بتبيان الفرق العظيم بين عبادة اله واحد يخضع الجميع لحكمه، وقال تعالى: ?أَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ $ مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ?(سورة يوسف: 39 ـ 40). فكلمة التوحيد ترسخ في قائلها: بأن لا معبود ولا محي ولا مميت ولا رزاق ولا نافع إلا الله هذا ويستفيد المؤمن من عقيدة التوحيد، الاستقلال والحرية فليس لأحد عليه سلطان ويرى ان ما طرأ على الناس من مصيبة الخضوع للملوك والزعماء المستبدين ورجال الدين سببه جهلهم بالمؤثر الأعلى وخضوعهم لقوتهم الوهمية التي