@ 66 @ .
190 أحمد بن عبد العزيز بن محمد الأزدي من أهل شقورة ونشأ بمرسية واستوطنها يكنى أبا العباس ويعرف بابن الاصفر صحب القاضي أبا محمد بن عاشر ولازمه وكتب بين يديه وأكثر عنه وله سماع من أبي الحسن بن هذيل وكان من أهل الذكاء والفهم معروفا بالتيقظ والدهاء ودرس الفقه على الطريقة القرطبية وبه تفقه أبو عبد الله بن تحيا وأبو محمد عبد الكبير بن محمد وغيرهما واتصل بأبي العباس بن الحلال قاضي القضاة في إمارة ابن سعد فتقدم في إشباعه وخاصته وقدمه إلى الشورى بمرسية وأنهضه إلى قضاء شاطبة ثم أضاف إليه قضاء أوريولة فكان يتولاهما إلى أن نكب مع ابن الحلال واعتقل شهورا ثم سرح وأعيد إلى قضاء أوريولة وزيد خطة المواريث بها مع الشورى وتوفي بمرسية وهو يتولى ذلك في المحرم سنة أربع وستين وخمسمائة عن ابن سفيان وفيه عن غيره .
191 أحمد بن عمر المعافري من أهل مرسية وأصله من طلبيرة يعرف بابن افرند ويكنى أبا العباس روى عن أبي علي بن سكرة وأبي بكر بن عطية وأبي بكر بن العربي وأبي محمد الرشاطي وأبي إسحاق بن حبيش البزاز وغيرهم وله رحلة حج فيها ولقي أبا الفتح بن الزند انقاني بلد بين سرخس ومرو من أصحاب أبي حامد الغزالي وأنشده عنه مما قاله في وداع إخوانه بالبيت المقدس .
( لئن كان لي من بعد عود إليكم % قضيت لبانات الفؤاد لديكم ) .
( وإن تكن الأخرى ولم تكن أوبة % وحان حمامي فالسلام عليكم ) .
وقد روى هذين البيتين أبو عمر بن عياد وابنه محمد عن ابن أفرند هذا وكذلك عن أبي القاسم بن البراق إنشادا قال أنشدنا القاضي أبو عبد الله محمد بن يوسف بن سعادة بمرسية قال أنشدنا أبو الحسن علي بن سند الزاهد السائح بمكة قال أنشدنا أبو حامد الغزالي برباط سعد بنهر معلى لنفسه فذكرهما مع غيرهما وكان ابن أفرند هذا