[ 291 ] الاختيار والاسباب والمسببات، أو في عالم الاختيار والاسباب، فلا تتخلف الارادة عن المراد حتى إذا كانت متعلقة بأمر اختياري لولا هذه الارادة، وبماله أسباب كثيرة، لانه بعد ما أراد وقوعه مطلقا، أو بدون واسطة الاسباب واختيار فاعل مختار، يقع لا محالة كما أراد، واخرى تتعلق بما يصدر عن العبد بالاختيار، أو بوقوع ما يكون له أسباب متعددة كذلك أعني باختياره وبواسطة الاسباب. ففي مثله، حصول المراد وتحققه، وعدم تخلف الارادة عن المراد، إنما يكون بصدوره عن العبد بالاختيار، وبكونه مسببا لهذه الاسباب. ففي هذه الصورة، لا تنافي بين إرادته المتعلقة بما يقع في عالم الاختيار، والاسباب والمسببات وتوسط الوسايط والاسباب، بل لو وقع بغير اختيار العبد أو تأثير الاسباب، لكان من تخلف المراد عن إرادته. وبناء على هذا، نقول: إن قضية إذهاب الرجس عنهم - عليهم السلام -، وتعلق إرادته تعالى به التي لا تتخلف عن مراده، هي عصمتهم وعدم صدور القبائح منهم وطهارتهم عن الارجاس، حال كونهم مختارين في الفعل والترك، غير مقهورين محفوفين بشواغل عالم الطبيعة مما يدعو النفوس إلى الانصراف عن الملا الاعلى، والاشتغال بذكر الله تعالى. تحقيق دقيق ولنا تحقيق دقيق في سد ثغور دلالة هذه الآية على عصمة الائمة - عليهم السلام -، ألهمنا الله تعالى ببركة ما حققه الرجل الالهي الفريد في عصره الامام في العلوم الاسلامية، سيدنا الاستاذ البروجردي - أعلى الله في الفردوس مقامه - في مباحثه في اصول الفقه، في مبحث ________________________________________