[ 262 ] علي - عليه السلام - في مثل حديثها في تمريض النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وتقول: فخرج ويد له على الفضل بن عباس، ويد له على رجل آخر، وفي حديثها الآخر تقول: فخرج بين رجلين، تخط رجلاه في الارض بين عباس بن عبدالمطلب وبين رجل اخر. 2 فتريها تصرح باسم الفضل وعباس، وتترك التصريح باسم علي - عليه السلام - مع أن في هذا ليس كثير فضل لمن هو من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بمنزلة هرون من موسى، وكان له مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - مشاهده المعروفة، ونزل في فضله ما نزل من الكتاب المجيد، ولا يبغضه إلا منافق، ولا يحبه إلا مؤمن، وهذا يدل على شدة اهتمامهم لاخفاء مناقب أهل البيت، ومبالغتهم في ذلك. وازدادت شدتهم في عهد معاوية وملوك بني اميه وبني عباس، حتى ضربوا مثل عطية العوفي أربعمأة سوط وحلقوا لحيته لانه أبى أن يسب أمير المؤمنين عليا - عليه السلام -، واستلوا لسان إمام العربية ابن السكيت لانه لما خاطبه المتوكل وقال: من أحب إليك هما - يعني ولديه - أو الحسن والحسين ؟ فقال: قنبر خير منهما. فأمر المتوكل باستلال لسانه، فاستلوه حتى مات، وقيل أمر الاتراك، فداسوا بطنه حتى مات. ومن عجيب ما ادرج ودس في الاحاديث، اكذوبة خطبة امير المؤمنين علي - عليه السلام - بنت أبي جهل على سيدة نساء العالمين فاطمة البتول - عليهما السلام -، فزادوها على الحديث المتواتر بين ________________________________________ 2) راجع صحيح البخاري، ص 21 و 22، ج 2، ط المطبعة العامرة س 1330. وقال في حاشيته: قوله لم تسم عايشة، اي لم تذكر اسمه، ولم ترد ذكره وكانت - رضي الله عنها - واجدة على سيدنا علي لما بلغها من قوله حين استشار نبينا - عليه الصلوة - في حديث الافك " النساء سواها كثيرة "، انتهى. ولنا حول أحاديث عبيد الله بن عتبة بن مسعود مقال، ليس هنا محل ذكره. [ * ] ________________________________________