[ 261 ] * (بسم الله الرحمن الرحيم) * وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين. فهذه رسالة وجيزة في تفنيد اكذوبة خطبة الامام على الزهراء - عليهما السلام -، كتبته ردا على بعض نواصب العصر، وتقربا إلى الله ورسوله - صلى الله عليه وآله -، والله الموفق والهادي إلى الصواب. ليس يخفى على من له إلمام بكتب الحديث أن أعداء أهل البيت قد سعوا في إطفاء نورهم، وإبادة علومهم، وكتمان فضائلهم. وما بقي في جوامع الحديث من أحاديث فضائلهم، ليس إلا القليل منها، فتركوا رواية مناقبهم لاسباب سياسية. وكان في عصر الامويين والعباسيين رواية الحديث في فضل علي وأهل بيته، من اكبر الجرائم، وكان من أهم الوسائل للتقرب إلى الحكام، وضع الاحاديث المشعرة بتنقيص أهل البيت ومدح آخرين، وفيما يكون مغزاه الاعتراف بشرعية الحكومات، وسيرة الخلفاء والامراء، وكانوا يعدون من أظهر العلائم لكون الرجل من أهل السنة، ميله عن أهل البيت، ومحبته للعثمانيين. 1 وكان أقل ما عملوا في ذلك، كتمانهم فضائل الامام علي - عليه السلام - حتى أن ام المؤمنين عايشة تمتنع من التصريح باسم ________________________________________ 1) راجع في ذلك الكتاب " العتب الجميل " للحضرمي، و " النصائح الكافية " له، وكتابنا " امان الامة ". [ * ] ________________________________________