[ 247 ] هذا ! ولزيادة البحث حول تفسير هذه الجملة الشريفة القرآنية، " وأن تستقسموا بالازلام "، نذكر كلام الشيخ المذكور، ثم نتكلم حول تفسيرها بحول الله وقوته. قال الشيخ محمود شلتوت: " ويلحق بهذا النوع الذي حرمه الله على الانسان احتفاظا يعقله، ما يشبه من وسائل الاستقسام التي يعتادها الناس اليوم كالطرق بالحصى، وضرب الفول والرمل، والاستخارة بحبات السبحة، ومن أقبح أنواع الاستخارة الاستخارة بالقرآن الكريم الذي جرت به عادة بعض المسلمين، وصار شأنا معروفا حتى عند أهل العلم والدين، وما كان الله ليرضى أن يكون كتاب هدايته وإرشاده بالتي هي أقوم في الحياة العقلية والروحية والعملية، اداة الشعوذة أو لعبة يد عابث أو مضلل أو محتال ". أقول: في تفسير الاستقسام بالازلام أقوال: القول الاول: ان المراد بالاستقسام بالازلام، طلب معرفة الخير والشر، وما قسم في مستقبل الحياة واستعلامها، من عند الاصنام. وعلل بعضهم حرمة ذلك على تضمنه العقيدة بالاصنام، ورده بعضهم بأن ذلك لم يكن في جميع الاحوال عند الاصنام، فربما كان مع الرجل زلمان، يستقسم بهما إذا شاء. ويرد ذلك بأن هذا لا ينافي كون العلة تكريم الاصنام، فان الظاهر أن الاصل في ذلك عندهم أن يكون عند الاصنام، وعند تعذر الحضور في بيت الصنم يستقسم بما معه من الازلام، كما ان الظاهر ان هذا ليس من العلة المنحصرة، فيمكن أن يكون لحرمته علل اخرى. وكيف كان، قال في لسان العرب: " قال الازهري ": الاستقسام مذكور في موضعه، والازلام كانت لقريش في الجاهلية ________________________________________