وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 53 ] وسعيد بن عمرو الجرشي على القلب، وعبد الرحمن بن عبد الله العكي (1) على ميسرته، فأعطى الناس على هذا وأقام في معسكره متربصا ومنتظرا ليوم الاربعاء. فلما رأى ابن الاشعث أنه لا يتقدم لقتاله، وأنه متربص ليوم الاربعاء، بعث رجلا من معسكره، حتى دنا من معسكر الحجاج، فنزل قريبا منه، على مقدار حضر (2) الفرس، رجاء أن يتحرش له أحد من معسكر الحجاج، فينشب القتل قبل يوم الاربعاء، فرارا منه، وتطيرا به. فلما رأى الحجاج ذلك علم ما أراده والذي توقع، فتقدم إلى أمراء أجناده وقواده، وإلى أهل عسكره عامة، ألا يكلم أحد منهم أحدا من عسكر ابن الاشعث، ولا يعرضه على نفسه، وإن أمكنته الفرصة منه إلا يوم الاربعاء، فلما كانت صبيحة يوم الاربعاء، وهو يوم يتطير به أهل العراق، فلا يتناكحون، ولا يسافرون فيه، ولا يدخلون من سفر، ولا يبايعون فيه بشئ، ولا بالبغل الاغر الاشقر. قال: فدعا الحجاج ببغلة شقراء محجلة، فركبها خلافا لرأيهم، واستشعارا بطيرتهم، وتوكلا على الله، ونادى مناديه في عسكره: أن انهضوا إلى قتال ابن الاشعث، وأمر خاصته فركبوا معه، وقدم رجالته، وأخر خلفه مقاتلته، حتى إذا كانوا من عسكر ابن الاشعث على مثال الاسهم وقف فصف أصحابه وعبأهم للقتال، وفعل مثل ذلك ابن الاشعث، وترجل الحجاج وخاصته، ووضع له منبرا من حديد، فجلس عليه وترامى الناس، حتى إذا كاد القتال ينشب، خرج رجل من أصحاب ابن الاشعث وهو ينادي: ألا هل من مبارز ؟ فقام إليه عنبسة بن سعيد القرشي وهو يمشي مشية قد لامه الحجاج عليها، وكرهها له. فلما رآه الحجاج وهو يمشي تلك المشية، قال الحجاج: ظلمتك يا عنبسة، لو كنت تاركها يوما من دهرك لتركتها يومك هذا. فلما دنا من الرجل، قال له عنبسة: فمن أنت يا منتخي ؟ فقال: رجل من بني تميم، ثم من بني دارم، فحمل عليه عنبسة، فبدره بالضربة فقتله، ثم انصرف إلى مجلسه فجلس، وقد تبين للناس حسن صنعه، ثم زحف الفريقان بعضهم إلى بعض، واشتد قتالهم، وانتحى سفيان على مركزه لم يرم، والجرشي على مركزه لم يرم، وكانت ميلتهم على الميسرة، فنحوا عبد الرحمن العكي. فلما رآه ________________________________________ (1) انظر في تعبئة الحجاج لجيشه وتوزيع قواده وأسمائهم الطبري 6 / 83 وابن الاثير 3 / 150 البداية والنهاية 9 / 51. (2) حضر الفرس: جريه السريع، أي على مسافة يقطعها الفرس سريعا بحيث يراه من خلفه. (*) ________________________________________