وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 52 ] عبد الملك بن مروان أن أمدني بالرجال، قال: فأمده بمحمد بن مروان في أناس من بني أمية كثير (1)، وجعل الحجاج أميرا عليهم، فسار الحجاج إلى ابن الاشعث، فاقتتلوا أياما بدير الجماجم، حتى كثر القتل في الفريقين جميعا، ثم إن ابن الاشعث لما حشد العسكر والحجاج بالبصرة. عسكر على مسير ثلاثة أميال من البصرة على نهر يقال له نهر ابن عمر، فكتب ابن الاشعث يسأله أن يتنحى عنهم لما كرهوا ولايته، حتى يستعمل عليهم أمير المؤمنين غيره، من هو أحب إليهم منه. فلما انتهى إليه رسوله قال الحجاج: أدخلوه، فلما دخل سلم عليه بالامارة، قال: من أنت ؟ قال: رجل من خزاعة. قال: من أهل البصرة أنت، أم من أهل الكوفة ؟ قال: لا، بل من أهل سجستان. قال: هل تأخذ لامير المؤمنين ديوانا ؟ قال: لا، قال: أفمن وزراء ابن الاشعث أنت علينا في هذه الفتنة يا أخا خزاعة ؟ قال: والله ما هويتها، ولقد جلبني إليك مكرها، قال: فكيف تسليمك على صاحبك إذا انصرفت إليه ؟ قال: بالامرة، قال: فهل ترى في ذلك أنك صادق ؟ قال: الله أعلم بأي الامرين هو في نفسك أعلى الصواب أم على الخطأ ؟ قال: الله أعلم أي الامرين في نفسي. قال: أما إنك يا أخا خزاعة قد رددت الامر إليه وهو تعالى أعلم، انطلق إلى صاحبك بكتابك كما جئت به، وأعلمه بالذي كان من ردنا عليك، فإنه جوابه عندنا، ونحن مناجزوه القتال، ومحاكموه إلى الله من يوم الاربعاء إن شاء الله، فليعد وليستعد لذلك، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وذلك يوم الاحد. قال: فلما انصرف رسوله إليه ناوله الكتاب، فلما رآه بخاتمه، أي مثل ما بعثه كف، فلم يسأله أمام من حضر، حتى ارتفع الناس، ثم دعاه فأخبره الخبر. قال: وما وراء ظهرك إلا هذا ؟ قال له: في دون ما جئتك به ما يكفيك، فقد رأيت أمرا صعبا ليس وراءه إلا المناجزة. ثم إن الحجاج هتف هتفة أن اجتمعوا للعطية، ففرق العطية في ثلاث مواضع، وكان قواده يومئذ ثلاثة: سفيان بن الابرد الكلبي على ميمنته، ________________________________________ (1) قال الطبري وابن الاثير: أن عبد الملك بعث عرضا مع ابنه لاهل العراق يتضمن: - نزع الحجاج عن العراق. - أن يجري عليهم أعطياتهم كما تجرى على أهل الشام. - أن ينزل ابن الاشعث أي بلد شاء على أن يكون واليا عليه ما دام حيا لكنهم رفضوه وقالوا: والله لا نقبل. فأعادوا خلعه ثانية. (*) ________________________________________