[ 90 ] ومكانه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن أحدث أمرا لم يكن إلينا فيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد، ففزعت إلى الوقوف، وقلت: إن كان هذا فضلا تركته، وإن كان ضلالة فشر منه نجوت، فإغن عني نفسك. كتاب معاوية إلى سعد بن أبي وقاص قال: وذكروا أن معاوية كتب إلى سعد بن أبي وقاص: أما بعد، فإن أحق الناس بنصرة عثمان أهل الشورى، والذين أثبتوا حقه، واختاروه على غيره، وقد نصره طلحة والزبير، وهما شريكاك في الامر والشورى، ونظيراك في الاسلام، وخفت لذلك أم المؤمنين، فلا تكرهن ما رضوا، ولا تردن ما قبلوا، فإنما نردها شورى بين المسلمين. جواب سعد ابن أبى وقاص لمعاوية قال: وذكروا أن سعدا كتب إليه، أما بعد، فإن أهل الشورى ليس منهم أحق بها من صاحبه، غير أن عليا كان من السابقة، ولم يكن فينا ما فيه، فشاركنا في مخاسننا، ولم نشاركه في محاسنه، وكان أحقنا كلنا بالخلافة، ولكن مقادير الله تعالى التى صرفتها عنه، حيث شاء لعلمه وقدره. وقد علمنا أنه أحق بها منا، ولكن لم يكن بد من الكلام في ذلك والتشاجر، فدع ذا. وأما أمرك يا معاوية، فإنه أمر كرهنا أوله وآخره. وأما طلحة والزيبر فلو لزما بيوتهما لكان خيرا لهما. والله تعالى يغفر لعائشة أم المؤمنين. كتاب معاوية إلى محمد بن مسلمة الانصاري وكان فارس الانصاري رضى الله عنهم، وذا النجدة فيهم: أما يعد، فإني لم أكتب إليك وأنا أرجو مبايعتك، ولكني أذكرك النعمة التي خرجت منها، إنك كنت فارس الانصار، وعدة المهاجرين، فادعيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرا لم تستطع فيه الامضاء، فهذا أعنى، وعن قتال أهل الصلاة. فهلا نهيت أهل الصلاة عن قتل بعضهم بعضا ؟ أو ترى أن عثمان وأهل الدار ليسوا بمسلمين ؟ وأما قومك الانصار فقد عصوا الله تعالى، وخذلوا عثمان، وسائلهم وسائلك الله تعالى عن الذي كان يوم القيامة. ________________________________________