وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 43 ] ويسلط عليكم عدوكم، وإني أخبركم أن قوما أظهروا للناس أنهم إنما يدعونني إلى كتاب الله تعالى والحق، فلما عرض عليهم الحق رغبوا عنه وتركوه، وطال عليهم عمري، واستعجلوا القدر بي، وقد كانوا كتبوا إليكم، أنهم قد رضوا بالذي أعطيتهم، ولا أعلم أني تركت من الذي عاهدتهم عليه شيئا، وكانوا زعموا أنهم يطلبون الحدود، وترك المظالم، وردها إلى أهلها، فرضيت بذلك، وقالوا: يؤمر عمرو بن العاص، وعبد الله بن قبس، ومثلهما من ذوي القوة والامانة، وكل ذلك فعلت، فلم يرضوا، وحالوا بيني وبين المسجد، فابتزوا ما قدروا عليه بالمدينة وهم يخيرونني بين إحدى ثلاث: إما أن يقيدوني بكل رجل أصبت خطأ أو عمدا، وإما أن أعتزل عن الامر، فيؤمروا أحدا، وإما أن يرسلوا إلى من أطاعهم من الجنود وأهل الامصار، فأرسلوا إليكم فأتيتم لتبتزوني من الذي جعل الله لي عليكم من السمع والطاعة، فسمعتم منهم، وأطعتموهم والطاعة لي عليكم دونهم، فقلت لهم: أما إقادة من نفسي فقد كان قبلي خلفاء، ومن يتول السلطان يخطئ ويصيب، فلم يستقد من أحد منهم، وقد علمت أنهم يريدون بذلك نفسي، وأما أن أتبرأ من الامر، فإن يصلبوني أحب إلي من أن أتبرأ من جنة الله تعالى وخلافته بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لي: يا عثمان، إن الله تعالى سيقمصك قميصا بعدي، فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني، ولم أكن استكرهتهم من قبل على السمع والطاعة، ولكن أتوها طائعين، ييتغون بذلك مرضاة الله، وصلاح الامة، ومن يكن منهم يبتغي الدنيا فلن ينال منها إلا ما كتب له، فاتقوا الله، فإني لا أرضى لكم أن تنكثوا عهد الله، وإني أنشدكم الله والاسلام ألا تأخذوا الحق ولا تعطوه مني (وما أبرئ نفسي إن النفس لامارة بالسوء، إلا ما رحم ربي) وإني عاقبت أقواما، وما أبتغى بذلك إلا الخير، وإني أتوب إلى الله من كل عمل عملته، وأستغفره، أما والله لقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل دم امرئ مسلم إلا في إحدى ثلاث: الردة عن الاسلام، والزنا بعد الاحصان، ولا والله ما كان ذلك مني في جاهلية ولا إسلام، أو رجل قتل رجلا فيقاد به. فقال بعضهم: إنه ليقول مقالا. وقال آخر: لئن سمعتم منه ليصرفنكم، فأبوا، ورموه بالسهام، واستقبلوه بما لا يستقبل به مثله، ثم أشرف عليهم عبد الله بن سلام، وكان من أهل الدار، فقال: يا معشر من حاصر دار عثمان من المهاجرين والانصار، ممن أنعم الله عليهم بالاسلام، لا تقتلوا عثمان فو الله إن حقه على كل مؤمن لحق الوالد على ولده، ووالله إن على حوائط المدينة اثنى عشر ألف ملك منذ أن أمد الله بهم نبيكم صلى الله عليه وسلم، ووالله لئن قتلتموه ليسخطن عليكم ربكم، ولتتفرقن ملائكته عنكم وليقتلن بقتله أقواما هم في الاصلاب وما خلقوا في الا حارم وإني لاجده في التوراة التي أنزل الله على موسى عليه السلام، وكتب بيده عزوجل إليكم بالعبراني وبالعربي خليفتكم المظلوم الشهيد والذي نفسي بيده لئن قتلتموه لا تؤدي بعده طاعة إلا عن مخافة، ولا توصل رحم ________________________________________