وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 68 ] أيا خاطبا ودي على النأي إنني * صديقك إن كنت الحسام المهندا فاني رأيت السيف أنصر للفتى * إذا قال قولا ماضيا أو توعدا انه يلحن له في هذا القول عن مؤازرته فيما يرومه، وعن تقريبه إلى الدعوة له، بيد انه لا يصارحه في ذلك كما يصارح ابا اسحاق الصابي. إن الصابي كان - خصوصا بعدما أفقده عضد الدولة كرامته ومقامه من كتابة ديوان الانشاء - يستميل الشريف بمثل قوله: (أبا حسن لي في الرجال فراسة)، ويمنيه الاماني ويؤكد له المطامع والآمال، ليستعيد مقامه الاول، وربما كان حماس الشريف نفسه وتطلعه للخلافة يأخذ من الصابي مأخذه - وهو شاعر يستهويه الخيال فيتحول إلى حقيقة ماثلة - فيجد في ذلك ضوء لنيل آماله واستعادة كرامته، ولكن الشريف كيف يجيب عن تلك الفراسة، وبالاحرى المماذقة والمورابة ؟. انه يعده بالمكافأة التامة، ومشاطرة النعمة إن حصلت أمانيه وصدقت به الفراسة، ولكنه بالآخرة يقول له غير متردد ولا شاك: فو الله لا كذبت ظنك إنه * لعار إذا ما عاد ظنك مخفقا فان الذي ظن الظنون صوادقا * نظير الذي قوى الظنون وحققا وسواء كان الصابي - الذي حلب الدهر اشطره - صادق النية ومخلصا للشريف أو مواربا كما اظن، أو هو كما يقال [ 1 ] يزعم أن طالعه النجومي يدل على نيله الخلافة، فان الشريف هو المنبه لشعور الصابي وامثاله، وهو هو الذي قد مازج حب الخلافة نفسه منذ صباه، ولقد كان يستوحش إذا هامش (1) عمدة الطالب. ________________________________________