وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

(21) ماتقتضيه حكمته في تدبيرهم (والله غني) عن جميع خلقه (حميد) على جميع افعاله لانها كلها إحسان. وقيل (حميد) يدل على أنه يجب على عباده أن يحمدوه. ثم حكى ما يقول الكفار فقال (زعم الذين كفروا بالله) وجحدوا رسله فقال المؤرج: (زعم) معناه كذب في لغة حمير. وقال شريح (زعم) كنية الكذب والحدة كنية الجهل (أن لن يبعثوا) أي لا يحشرهم الله في المستقبل للحساب والجزاء ف (قل) لهم يامحمد (صلى الله عليه وآله) (بلى وربي) أي وحق ربي، على وجه القسم (لتبعثن) أي لتحشرن (ثم لتنبؤن) أي لتخبرن (بما عملتم) من طاعة ومعصية (وذلك على الله يسير) سهل لا يتعذر عليه ذلك، وإن كثروا وعظموا فهو كالقليل الذي لا يشق على من يأخذه لخفة أمره، ومثله قوله (ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة) (1) واصله من تيسير الشئ بمروره على سهولة. ثم قال (فآمنوا بالله) معاشر العقلاء (ورسوله) أي وآمنوا برسوله (النور الذي أنزلنا) يعني القرآن، سماه نورا لما فيه من الادلة والحجج الموصلة إلى الحق فشبهه بالنور الذي يهتدى به على الطريق (والله بما تعملون خبير) أي عالم بأعمالكم لا يخفى عليه خافية منها. وقوله (يوم يجمعكم) تقديره واذكروا يوم يجمعكم (ليوم الجمع) وهو يوم القيامة. وقوله (ذلك يوم التغابن) والتغابن هو التفاوت في اخذ الشئ بدون القيمة، والذين اخذوا الدنيا بالاخرة بهذه الصفة في أنهم اخذوا الشئ بدون القبمة، فقد غبنوا أنفسهم بأخذ النعيم المنقطع بالدائم واغبنهم الذين اشتروا الاخرة بترك الدنيا المنقطع اليها من هؤلاء الذين تغابنوا عليها، وقال مجاهد وقتادة: يوم التغابن غبن أهل الجنة أهل النار. ثم قال (ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا) أي من يصدق بالله ويعترف ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة 31 لقمان آية 28 (*)