وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

(19) خلق العقلاء تعريضا لهم للثواب العظيم، وما عداهم خلق تبعا لهم لما فيه من اللطف، وهذا الغرض لا يتأتى إلا على مذهب العدل، وأما على مذهب الجبر فلا. (وصوركم متوجه إلى البشر كلهم (فأحسن صوركم) معناه من الحسن الذي يقتضيه العقل لا في قبول الطبع له عند رؤيته، لان فيهم من ليس بهذه الصفة. وقال قوم: لا بل هو من تقبل الطبع لانه إذا قيل: حسن الصورة لا يفهم منه إلا تقبل الطبع، وسبيله كسيل قوله لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم) (1) وإن كان فيهم المشوه الخلق لان هذا عارض لا يعتد به في هذا الوصف، والله تعالى خلق الانسان على أحسن صورة الحيوان كله. والصورة عبارة عن بنية مخصوصة كصورة الانسان والفرس والطير وما أشبه ذلك. ثم قال (واليه المصير) يعني اليه المرجع يوم القيامة واليه المآل. ثم قال (يعلم) يعني الله تعالى بعلم (ما في السموات والارض) من الموجودات (ويعلم ما تسرون وما تعلنون) أي ما تظهرونه وما تخفونه. وقيل: ما يسره بعضكم إلى بعض وما تخفوه في صدوركم عن غيركم. والفرق بين الاسرار والاخفاء أن الاخفاء أعم لانه قد يخفى شخصه وقد يخفى المعنى في نفسه والاسرار والمعنى دون الشخص (والله عليم بذات الصدور) معناه وهو عالم باسرار الصدور وبواطنها. ثم خاطب نبيه (صلى الله عليه وآله) والمؤمنين فقال (ألم يأتكم نبؤ الذين كفروا من قبل) يعني من قبل هؤلاء الكفار (فذاقوا وبال أمرهم) أي بما سلطه الله عليهم بأن أهلكهم الله عاجلا واستأصلهم (ولهم عذاب اليم) أي مؤلم يوم القيامة. قوله تعالى: (ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا ـــــــــــــــــــــــ (1) سورة 95 التين آية 4 (*)