وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

(496) لذلك، وأن من خلق من نار أشرف وأعظم، من الذي خلق من طين، وآدم اذا كان مخلوقامن طين كيف يسجدله من هو مخلوق من نار، وهو ابليس، وذلك يدل على ان إبليس فهم من ذلك الامر تفضيله عليه، ولوكان بمنزلة القبلة لماكان لامتناعه عليه وجه، ولالدخول الشبهة بذلك مجال. و " طينا " نصب على التمييز، ويجوز ان يكون نصبا على الحال. والمعنى إنك انشأته في حال كونه من طين. ووجه الشبهة الداخلة على إبليس ان الفروع ترجع إلى الاصول فتكون على قدرها في التكبر أو التصغر، فلما اعتقد أن النار اكرم أصلا من الطين جاء منه انه أكرم ممن خلق من طين، وذهب عليه بجهله أن الجواهر كلها متماثلة، وان الله تعالى يصرفها بالاعراض كيف شاء مع كرم جوهر الطين وكثرة مافيه من المنافع التي تقارب منافع النار او توفى عليها. وانماجاز ان يأمره بالسجود له، ولم يجز ان يأمره بالعبادة له، لان السجود يترتب في التعظيم بحسب مايراد به، وليس كذلك العبادة التي هي خضوع بالقلب ليس فوقه خضوع، لانه يترتب في التعظيم بحسب نيته، يبين ذلك انه لو سجد ساهيا لم يكن له منزلة في التعظيم على قياس غيره من افعال الجوارح. قال الرماني: الفرق بين السجود لآدم والسجود إلى الكعبة، ان السجود لآدم تعظيم له باحسانه، وهذا يقارب قولنا في أنه قصد بذلك تفضيله بأن امره بالسجود له. ووجه اتصال هذه الآية بماقبلها أن المعنى مايزيدهم إلا طغيانا كبيرا محققين ظن إبليس فيهم مخالفين موجب نعمة ربهم على أمتهم وعليهم ثم حكى تعالى عن إبليس أنه قال " ارأيتك هذا الذي كرمت علي " ومعناه اخبرني عن هذا الذي كرمته علي لم كرمته علي؟ وقد خلقتني من نار وخلقته من طين ! فحذف لدلالة الكلام عليه. وإنما قال " أأسجد " بلا حرف عطف، لانه على قوله " أأسجد " لمن خلقت طينا " والكاف في قوله " أرأيتك " لاموضع لها من الاعراب، لانها ذكرت في