وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[55] تمهيد : لا شكّ انّ العالم الذي نعيش فيه يشتمل على مجموعة من العلل والمعلولات ، والعلّية هي من أوضح القوانين في هذا العالم . كما لا شكّ في انّنا والأرض التي نعيش عليها لم نكن موجودين بصورة دائمة بل انّنا معلولون لعلّة اُخرى ، فهل لهذه السلسلة من العلل والمعلولات أن تستمرّ بلا نهاية وتبقى في حالة التسلسل ؟ وبعبارة اُخرى أتكون كلّ علّة معلولة لعلّة اُخرى ولا تنتهي في موضع ما ؟ انّها قضيّة لا يتقبّلها أي وجدان ، فكيف تتبدّل اصفار نضعها إلى ما لا نهاية إلى رقم ما ؟ ( المقصود من الصفر هو الموجود الذي لا وجود له من ذاته بل وجوده مكتسب من علّته ) ، وكيف يمكن أن يصطف الفقراء ـ والمعوزون إلى ما لا نهاية ثمّ يحصل منهم وجود غني ؟! يجب الإذعان ـ إذن ـ إلى انّ هذه السلسلة من العلل والمعلولات تنتهي بوجود ، وهذا الوجود هو علّة غير معلول حيث ينبع الوجود من ذاته ، وبتعبير أدقّ هو عين الوجود اللامتناهي وواجب الوجود . إنّه أوضح دليل على إثبات الوجود الأزلي والأبدي لله سبحانه . والملاحظ أنّ الإستدلالات الاُخرى لإثبات وجود الله تنتهي كذلك ببرهان ( العلّة والمعلول ) وبدونه تكون ناقصة . بعد هذا التمهيد نصغي خاشعين إلى الآيات القرآنية التالية : 1 ـ ( أمْ خُلِقوا مِنْ غَيرِ شيء أمْ هُمُ الخالِقونَ ) سورة الطور ـ 35 . 2 ـ ( أمْ خَلقُوا السَّمواتِ والأرضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ ) سورة الطور ـ 36 . 3 ـ ( أمْ لَهُمْ إلهٌ غَيرُ اللهِ سُبحانَ اللهِ عَمّا يُشرِكُونَ ) سورة الطور ـ 43 .