وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[49] حين لا يملك الممكن في ذاته شيئاً فهو محتاج . وبهذا يُعد إحتياج الممكن إلى العلّة من القضايا البديهية والأوّلية ولا تحتاج إلى إقامة البرهان ، ومن يتردّد في هذا الأمر فانّه يعود إلى عدم الفهم الجيّد لمفهوم الممكن . ثمّ يُطرح هذا السؤال : ما العلّة في إحتياج الممكن إلى العلّة ؟ هل هي وجودها أو أنّها قضيّة الحدوث ؟ أي هل أنّ الأشياء تحتاج إلى العلّة بسبب كونها حادثة لا من كونها انّها موجودة ؟ أو أنَّ الملاك الأصل هو ( الإمكان ) وبناء على هذا الدليل فانّ الإحتياج إلى العلّة يجب أن لا يبحث في أصل وجود الشيء أو في حدوثه ، بل العلّة الأساسية هي الإمكان . لا ريب أنّ الإجابة الصحيحة والدقيقة هي الإجابة الثالثة ، لأنّنا إذا ـ بحثنا عن معنى الإمكان وجدنا أنّ الإحتياج إلى العلّة متحقّق فيه ، لأنّ ـ ( الممكن ) وجود ( غير إقتضائي ) أي أنّ ذاه لا تقتضي الوجود ولا العدم . وبملاحظة هذا الإستواء الذاتي يكون في وجوده وعدمه بحاجة إلى عامل . ولذا فانّ الفلاسفة يقولون بأنَّ حاجة الممكن أوّلية . يُستنتج من ذلك أنّ حاجة الممكن إلى واجب الوجود لا تقتصر على ابتداء الوجود فحسب ، بل هي ثابتة في مراحل البقاء كلّها لثبوت الإمكان في حقّ الممكن دائماً لذا فانّ الحاجة إلىالعلّة أمر باق وثابت . وللمثال على ذلك فانّنا حينما نمسك القلم ونحرّكه على قرطاس نجد أنّ حركة القلم تحتاج إلى محرّك من الخارج ويتمثّل في أصابعنا ، فما دامت الحركة في اليد والأصابع فانّ القلم يتحرّك كذلك ، ويتوقّف بتوقّفها . وأوضح من ذلك ما يوجد في أفعال أرواحنا ، فحينما نعزم على العمل ببرنامج ما نجد انّ الإرادة والعزم ـ وهما من فعل الروح ـ يرتبطان بها ويختفيان حال إنقطاع هذا الإرتباط .