وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[47] والآية الثالثة والأخيرة من بحثنا تذكر هذا المضمون ( الفقر العامّ للموجودات وغنى الله المطلق ) في حُلّة جديدة وجميلة وتقول : ( يَسئَلُهُ مَنْ في السَّمواتِ والأرْضِ ) . وكلّ يوم هو في شأن ومنح مواهب جديدة ( كُلَّ يَوم هُوَ في شَأْن ) . وبملاحظة الفعل المضارع يسأل والذي يدلّ على الإستمرار ، وملاحظة ما للآية من معنى واسع يشمل البشر جميعاً والملائكة وسكنة السماء والأرض ( وبإحتمال قوي يشمل كلّ الموجودات العاقلة وغير العاقلة ، والتعبير بـ ( من ) الذي يستعمل للعاقل هو للتغليب ) وملاحظة انّ الآية لم تذكر الموضوع المسؤول عنه فيدلّ ذلك على شمولية الآية ، وسيكون مفهوم الآية هو أنَّ كلّ الموجودات في عالم الخليقة تستمدّ الفيض من مبدأ الفيض بلسان حالها بصورة دائمة ومستمرّة ، فيض الوجود ومتعلّقاته ) . وليس هذا الطلب من ذات ممكن الوجود في حالة الحدوث فحسب ، بل في البقاء أيضاً يكون محتاجاً إلى واجب الوجود في كلّ لحظة ويطلب منه الوجود . وقد ورد هذا المعنى بتعبير واحد تقريباً في تفسير ( روح البيان ) و ( روح المعاني ) حيث جاء فيهما ( .. قاطبة ما يحتاجون إليه في ذواتهم ووجوداتهم حدوثاً وبقاءاً وسائر أحوالهم سؤالا مستمرّاً بلسان المقال وبلسان الحال فانّهم كافّة من حيث حقائقهم الممكنة بمعزل عن إستحقاق الوجود وما يتفرّع عليه من الكمالات بالمرّة بحيث لو إنقطع ما بينهم من العناية الإلهية من العلائق لم يشمّوا رائحة الوجود أصلا فهم في كلّ آن مستمرّون على الإستدعاء والسؤال )(1) من هنا يتّضح انّ إعتقاد البعض بأنَّ السؤال يرتبط بـ ( الرزق ) أو ( الرحمة ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ تفسير البيان : 9/299 و ( روح المعاني ) 27/95 .