وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[45] الأوّل : انّ الله هنا ( في الآية ) قد وُصف بـ ( الحميد ) بعد وصفه بـ ( الغني ) ، وكما أشرنا انّ هذا التعبير قد تكرّر في عشر آيات ممّا يدلّ على وجود نقطة مهمّة فيها ـ هي كما يحتمل ـ : انّ الكثير من الأغنياء يتّصفئون بصفات ذميمة نظير الكبر والغرور والحرص والبخل ، حتّى لو كان لدى أحد إخوانهم نعجة واحدة ولديهم ( 99 ) نعجة فانّهم سيصرّون على ان يسلبوه نعجته ، إلى حدّ يتبادر من لفظ ( الغني ) لدى الكثير من الأذهان معنى الظلم والكبر والبخل ، في حين انّ الله رحيم في غناه وعفو وغفور ، ولذا هو أهل لكلّ مدح وثناء . أجل ، انّ ( الغني ) الوحيد المُبرَّأ من كلّ عيب ونقص وذو الفضل واللطف والرحمة هي ذاته المقدّسة . الثاني : هو أنَّ المخاطبين في الآية هم البشر فقط ( ياأيُّها النّاسُ ) فلماذا لم تذكر الموجودات الاُخرى في حين انّها فقيرة إلى الله أيضاً ؟ قال الكثير من المفسّرين بأنَّ ذلك ناشي من الحجم الواسع لحاجة الإنسان ، فكلّما كان الموجود أكمل فانّه أكثر إحتياجاً في مسيرته ويزداد شعوراً بالحاجة كما هو الحال في الإحتياج المادّي ، فالطير يقنع بشيء من الماء والحبّ والعشّ البسيط في حين لا تشبع روح الإنسان بألوان الطعام واللباس والبيوت والقصور(1)! * * * والآية الثانية خلال بحثها عن ( الإنفاق في سبيل الله ) وبخل البعض في هذا ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ انتبه بعض المفسّرين إلى هذه النقطة أيضاً وهي انّ ذكر ( الفقراء ) بصورة معرفة ( مع انّ الخبر يكون نكرة عادةً فلو كان معرفة لما إحتاج المخاطب إلى الخبر ) هو للتنبيه والتذكير ، أي انّ المخاطب نفسه يعلم بأنّه فقير إلى الله وهذا تذكير ليس إلاّ ، وقد جاء في علم البلاغة أيضاً انّ المخاطب العالم الذي لا يعمل بعلمه يعتبر جاهلا وينذر عن طريق الأخبار ( تأمّل جيّداً ) .