وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[419] بسرعة. بديهي ان هذا الموضوع هو إحدى آيات الله التكوينية، وآية من آيات النظام الالهي وقدرة الله. لكن هل يا ترى يكون استثمار هذه الآيات الالهية الموجودة في عالم الوجود وحتى الكامنة في هبوب الرياح ممكناً للجميع، أو أنه خاص بأُولئك الذين يدرسون ويتابعون نظام الخلق العجيب بدقة وصبر وتأن الى المستوى الذي يتيح لهم العلم البشري فرصةَ الاستثمار، ومن جهة اخرى فان الدافع نحو "شكر المُنعِمِ" نفسه عامل للسعي والحركة في طريق المعرفة. يقول "القرطبي" في تفسيره: "والآية: العلامة، والعلامة لا تبين في صدر كل مؤمن إنما تتبين لمن صبر على البلاء وشكر على الرخاء"(1). وقد جاء في تفسير "روح البيان": "مبـالغ في الصبـر على المشاف فـيتعب نفسه في التفكر في النفس والآفاق"(2). والجميـل هنا هو ان الهواء الذي يحيط بالكرة الأرضية من ألطف الموجودات، وبالرغم من ذلك فهو عندما يتحرك ويتنقل فانه لا يحرك السفن العظيمة في البحار فحسب، بل كذلك الغيوم التي تُعَدُّ ينابيعَ للغيث، فيأخذ بها نحو الصحاري والأراضي الميتة فيحيها، كما أنه بانتقال الهواء الحار الى المناطق الباردة والهواء البارد الى المناطق الحارة تتهيأ الأراضي الميتة للحياة، واضافة الى هذا فان الهواء يلقح النباتات كالزهور والاشجار ويحمل احياناً البذور فتُزرع في الأماكن التي تسقط فيها، ألَمْ تكن هذه من آيات الله؟ ومن يمكنه استثمار هذه الآيات غير الصابرين والشاكرين؟ ــــــــــــــــــــــــــــ 1 - تفسير القرطبي الجزء 14 الصفحة 79. 2 - روح البيان الجزء 7 الصفحة 98.