وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[401] "ولو لم يكن للمتقي فضيلة الاّ ما في قوله تعالى (هدى للمتقين) كفاه لانه تعالى بيّن ان القرآن هدى للناس في قوله تعالى: (شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس) ثم قال: انه هدى للمتقين فهذا يدل على ان المتقين هم كل الناس فمن لا يكون متقياً كانه ليس بانسان(1). وبالـرغم من عدم تنـافي التفاسير الماضية، إلاّ أن التفسيـر الأول يبـدو أوضح، ومن هنا يعرف سُقـم الرأي القائل (بحمل "المتقين" في الآية على المجـاز، والقول بأن المراد منهم سالكـو طريق التقوى، وذلك للحيلولة دون الوقـوع في اشكال (تحصيل حاصل)، وذلك لان للتقـوى ـ وكـما قلنا ـ مراحل ودرجات، فمرحلة منه تؤهل لهداية القرآن، والمراحل الرفيعة الاخرى تكون وليدة هداية القرآن. ويُطـرح هنا سؤال وهـو: إن الآيـات التـي جاءت بعـد " هدىً للمتقين " عرفت المتقين بالذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصـلاة ويؤتون الزكاة، وعلى هذا، افلا تكون هداية القرآن تحصيلا للحاصل يا ترى؟! إن الاجـابة على هذا السـؤال تتضـح بالالتفات الى نقطة في هذا المجال وهي: إن الوصول الى هذه المـراحل المذكورة في السؤال ليست نهـاية الطريق، بل هناك مراحل كثيرة اخرى ينبغي طيها لبلوغ المرحلة التكاملية اللائقة بالانسان، وهـذه المرحلة عند المتقين ستهديهم الى مراحل ارفع واسمى بالاستعانة بهداية القرآن. وتوجد تعبيرات في القرآن تشبه ما جـاء في الآية السابقة، مثلما جاء في الآية (48) من سورة الحاقة (وَاِنَّه لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتِّقِينَ). فعدت الآية الاولى القرآن "هدى" للمتقين وسبباً لهدايتهم، والثانية "تذكرة" لهم، ونعلم أن "التذكر" من مقدمات "الهداية"، ولهذا عندما وصل عدد من ــــــــــــــــــــــــــــ 1 - تفسير الفخر الرازي الجزء 2 الصفحة 21.