وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[400] والواقعيات قوية عنده كانت استفاضته من ينبايع الهداية أكثر. إن ينابيع الهداية وعلى رأسها القرآن المجيد كالغيث الذي يحيي الارض ويفتح أزهـا المعرفة فيها، وهذا يحـدثُ في الارض الخصبة فقط لا في كـل أرض. إن التعبير بـ "هدى" أي بصيغة المصدر، تأكيد لحقيقة أن روح التقـوى اذا استيقظت عند الانسان وأصبحت فعالة، فان القرآن سيصبح الهداية ذاتا (تأمل جيداً). وفي هذا المجال يقول بعض المفسرين العظام: "ان الهداية الثـانية لما كانت بالقرآن فالهداية الاولى قبل القرآن وبسبب سلامة الفطرة، فان الفطرة اذا سلمت لمت تنفك من أن تنتبه شاهدة لفقرها وحاجتها الى امر خارج عنها، وكـذا احتياج كل ما سواها ممـا يقـع عليـه حس أو وهم أو عقل الى امر خارج تقف دونه سلسلة الحوائج، فهي مؤمنة مذعنة بوجود موجود غائب عن الحس، منه بدأ الجميع وإليـه ينتهي ويعود، وانـه كـما لم يهمل دقيقة من دقائق ما يحتاج اليه الخلق كذلك لا يهمل هداية الناس الى ما ينجيهم من مهلكات الأعمال والاخلاق وهذا هو الاذعان بالتوحيد والنبوة والمعاد وهي اصول الدين"(1). كما يقول الفخر الرازي: والبعض الاخر ذكر في حصر الهداية بالمتقين لان الله تعالى ذكر المتقين مدحاً ليبين انهم هم الذين اهتدوا وانتفعوا به كما قال: (انما انت منذر من يخشاها)وقال: (انما تنذر من اتبع الذكر) وقد كان عليه السلام منذراً لكل الناس، فذكر هؤلاء الناس لاجل ان هؤلاء هم الذين انتفعوا بانذاره(2). وقد استنتج الفخر الرازي في بعض عباراته: ــــــــــــــــــــــــــــ 1 - الميزان الجزء 1 الصفحة 42. 2 - تفسير الفخر الرازي الجزء 2 الصفحة 21.